تابعونى على مواقع التواصل الأجتماعي

الجمعة، 1 أبريل 2016

التسويق الشبكي وأثاره على المجتمع!


التسويق الشبكي هو نوع من تسويق المنتجات أو الخدمات مبني على التسويق التواصلي حيث يقوم المستهلك بدعوة مستخدمين أخرين لشراء المنتج في مقابل عمولة، ويحصل أيضاً المستخدم على نسبة في حالة قيام عملاءه ببيع المنتج لأخرين بحيث يصبح من على قمة الهرم ويصبح لديه شبكة من الزبائن المشتركين بأسفله، أو عملاء قام بالشراء عن طريقهم. استخدمت هذه الطريقة بدءاً من منتصف القرن العشرين، واستعانت بها بعض الشركات نظراً لما تحققه من مبيعات عالية لمنتجاتها وتعتبر تكلفتها أقل.

وتحولت هذه الطريقة في الأونة الأخيرة إلى طريقة لتحقيق الأرباح ولم تعد مجرد وسيلة من وسائل التسويق، مما جعلها محط أنتقاد الكثيرين نظراً لإضافة منتجات اما لا قيمة لها أو زائدة عن قيمتها الأصلية، ويلجأ المستخدم لشراءها ليس بهدف الأستفادة منها بل من أجل السعي وراء الربح، مما يجعل المستخدمون على قمة الهرم يحققون ارباح خيالية بينما القاعدة الأكبر من العملاء في هذه الطريقة قد لا يحرزوا أي مكسب في النهاية.
وظهرت فكرة التسويق الشبكي فى أمريكا خلال الثلاثينات أثناء فترة الكساد الكبير والتي كانت عقب الحرب العالمية الأولى، وكانت تعتمد على بيع المنتجات الصغيرة مقابل العمولة، وفي منتصف الأربعينيات كانت هنالك شركة تدعى California Vitamins، والتي أنتبهت إلى أن أغلب زبائنها هم من أقارب وأصدقاء موظفيها. وأكتشفت هذه الشركة أيضا أنه من الأفضل أن يكون لديك كشركة عدد أكبر من المروجين؛ لكي يروجون لأعداد صغيرة من الناس، بدلاً من القلة التي تحاول الترويج لأكبر عدد ممكن من الناس. ولذلك، قررت الشركة أن تشجع مروجيها بالترويج عن منتجاتها بشكل أكبر، وأعطت هؤلاء الحق في دعوة مروجين جدد للشركة من أقاربهم وأصدقائهم، في المقابل، قامت الشركة بمكافأة هؤلاء المروجين بعمولات على حسب المبيعات التي قام بها فريقهم ككل.
بعد ذلك, وفي عام 1959 تحديداً, قام أثنان من المسوقين المستقلين لشركة California Vitamins، والتي قد غيرت مسماها إلى NutraLife، بإنشاء شركة خاصة بهما تعتمد كلياً على التسويق الشبكي في تسويقها لمنتجاتها، وتمت تسميتها بأيه أم واي AmWay. وكان أسم مؤسسين هذه الشركة هما ريتش ديفوس و جاي فان أنديل.
وفي عام 1974، صدر قانون في الولايات المتحدة بمنع الشركات الهرمية قانونياً، وكان هذا القرار بناء على مشروع قدمه السيناتور والتر موندالي، حيث وجهت دعوات قضائية ضد شركة أيه أم واي وغيرها من الشركات التي تتبع نظام التسويق الشبكي القانوني. وأنفقت شركة أيه أم واي الملايين من الدولارات وبعد أربع سنوات في المحاكم للدفاع عن قانونيتها كشركة تتبع النظام الشبكي القانوني. وفي عام 1979، صدر حكم من المفوضية التجارية الفيدرالية بقانونية شركة أيه أم واي، وذلك لأنهم إستبينوا الفرق بين الشركات الهرمية والشبكية، ولأن أرباح شركة أيه أم واي تعتمد على مبيعاتها للمنتجات، وليس على سعر أشتراك الأشخاص فيها.
التسويق الشبكي أو التسويق المتعدد المستويات قد وصف من قبل المؤلف وبروفيسور التسويق الفرنسي Dominique Xardel بأنه مرادف للبيع المباشر Direct selling وفقاً لxardwl ،البيع المباشر والتسويق الشبكي يشير إلى نظام التوزيع ، في حين أن المصطلح التسويق المتعدد المستويات (MLM) تصف خطة التعويض .والمصطلحات الأخرى التي قد تستخدم أحيانا لوصف التسويق متعدد المستويات تشمل"word-of-mouth marketing" و "interactive distribution" و "Relationship marketing".
وجادل النقاد بأن أستخدام تسميات أو مصطلحات هي جهود للتمييز بين التسويق متتعدد المستويات و بين خدعة تشارلز بونزي الغير قانونية و الرسائل المتسلسلة و الأحتيال على المستهلكين.

أهمية التسويق الشبكي للشركات
خلق التطور الكبير في الإنترنت فرصاً لشركات التسويق الشبكي كما عرضها لمخاطر، وتحديات  دخول هذه التكنولوجيا ومميزاتها مثل البريد الألكتروني والمواقع، وشكل فرصة لشركات التسويق الشبكي، فالفرصة تكمن في قدرة الشركة على تسويق منتجاتها عالمياً عن طريق المواقع بسهولة أكبر كما قدمت شبكة الإنترنت حلاً لبعض المشاكل مثل :
1. ساعدت في زيادة القدرة على الأستنساخ حيث يستطيع الموزع أن يمرر خبرته عن طريق الفيديو والصوت وأرساله إلى عدد كبير من شركائه.
2. التقليل من وقت الأتصالات حيث تستطيع الشركة أن ترسل المعلومات لموزعيها في نفس الوقت دون الحاجة إلى أستدعائهم أو إرسال الرسائل التي تصل غالباً في وقت متأخر كما حلت مشكلة ترك موزع ما للعمل حيث يستطيع الموزعون في مؤسسته من متابعة عملهم بعد أتصالهم بأشخاص يتبنونهم ويرعونهم في العمل.
3. التدريب أفضل حيث التدريب في التسويق الشبكي التقليدي يعتمد على اللقاءات التي قد لا يستطيع الجميع حضورها أما الآن فيمكن للشركة أن تدرب ممثلا لها عن طريق موقع الكتروني يمده بمحاضرات لأفضل المسوقين في الشركة وأكثرهم نجاحاً.
4. كما ساعدت في تحول بعض الشركات إلى البيع بالمفرد حيث لم يعد مطلوباً من الممثل أن يكون موزعاً للشركة أي ليس من الضروري أن يشتري مخزوناً ما ليس عليه إلا أن يحصل على منتج من منتجات الشركة ليقوم بالأعلان عنه وعن أي منتجات أو خدمات أخرى تقدمها الشركة أما عملية التوزيع فتقوم بها الشركة بالتعاون مع شركات الشحن الجوي السريع التي توصل المنتج إلى منزل الزبون.
5. أصبح الشراء حسب الطلب مما يقلل من مخزون المنتجات لدى الشركة كما يقلل حجم رأس المال المخصص للتصنيع حيث يمكن للشركة أن تنتج من أموال الزبون الذي يسدد ثمن الشراء حتى قبل التصنيع.

الحكم الشرعي للتسويق الشبكي
فإن هذه المعاملة – التسويق الشبكي- غير جائزة لأشتمالها على الغرر والمقامرة، وقد سُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية أسئلة كثيرة عن عمل شركات التسويق الهرمي أو الشبكي مثل شركة (بزناس) و (هبة الجزيرة) والتي يتلخص عملها في إقناع الشخص بشراء سلعة أو منتج على أن يقوم بإقناع آخرين بالشراء، ليقنع هؤلاء آخرين أيضاً بالشراء...وهكذا، وكلما زادت طبقات المشتركين حصل الأول على عمولات أكثر تبلغ آلاف الدولارات، وكل مشترك يقنع من بعده بالأشتراك مقابل العمولات الكبيرة التي يمكن أن يحصل عليها إذا نجح في ضم مشتركين جدد يلونه في قائمة الأعضاء وهذا ما يسمى التسويق الهرمي أو الشبكي. فكان جوابها: أن هذا النوع من المعاملات محرم، وذلك أن مقصود المعاملة هو العمولات وليس المنتج، فالعمولات تصل إلى عشرات الآلاف، في حين لا يتجاوز ثمن المنتج بضع مئات، فالمنتج الذي تسوقه هذه الشركات مجرد ستار وذريعة للحصول على العمولات والأرباح، ولما كانت هذه هي حقيقة هذه المعاملة فهي محرمة شرعاً لأمور:
أولاً: أنها تضمنت الربا بنوعيه، ربا الفضل وربا النسيئة، فالمشترك يدفع مبلغاً قليلاً من المال ليحصل على مبلغ كبير منه، فهي نقود بنقود مع التفاضل والتأخير، وهذا هو الربا المحرم بالنص والإجماع، والمنتج الذي تبيعه الشركة على العميل ما هو إلا ستار للمبادلة، فهو غير مقصود للمشترك فلا تأثير له في الحكم.
ثانياً: أنها من الغرر المحرم شرعاً، لأن المشترك لا يدري هل ينجح في تحصيل العدد المطلوب من المشتركين أم لا؟ والتسويق الشبكي أو الهرمي مهما استمر فإنه لا بد أن يصل إلى نهاية يتوقف عندها، ولا يدري المشترك حين انضمامه إلى الهرم هل سيكون في الطبقات العليا منه فيكون رابحاً أو في الطبقات الدنيا فيكون خاسراً؟ والواقع أن معظم أعضاء الهرم خاسرون إلا القلة القليلة في أعلاه، فالغالب إذاً هو الخسارة. وهذه هي حقيقة الغرر وهي التردد بين أمرين أغلبهما أخوفهما، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الغرر كما رواه مسلم في صحيحه.. إلخ.
الخلاصة
أن التسويق الشبكي أطلق عليه البعض بأنه صناعة القرن 21، والكثير يصنفه من الأعمال الغير قابلة للركود، وذكر البليونير الشهير "وارين بافت" والذى أطلق عليها بكل بساطة "أنه أفضل إستثمار قمت به على الإطلاق"، وتعتبر من أهم الصناعات التي نمت خلال العقدين الأخيرين، حيث قفزت بنسبة 91% خلال العقد الأخير فقط، وهذه الصناعة بلغت ارباحها السنوية 30 بليون دولار في الولايات المتحدة الأمريكية، و 100 بليون دولار علي مستوى العالم، وهذه الصناعة يطلق عليها التسويق الشبكي أو البيع المباشر، وبالنسبة ل 13 مليون أمريكي و 55 مليون شخص حول العالم الذين هم جزء من تلك الصناعة اليوم، مما جعل هذه التجارة في إزدهار مستمر.
لكن لماذا هذه التجارة في إزدهار؟
الأمر يعود إلى أربعة أسباب :-
1-الدعايا الشفهية
نحن نتعرض للقصف المباشر عن طريق الإعلانات، التلفاز، الصحف، اللوحات الإعلانية و البنرات الإعلانية، الحقيقة أننا لا نثق في الدعايا بعد الأن، ولكننا نثق حتماً في التوصيات الشخصية من أصدقائنا وعائلتنا، إنها حقيقة بسيطة من الطبيعة البشرية، لا شيئ يباع أفضل من كلمة من لسان صديق، وما يقود البيع المباشر هو أنه بدلاً من إنفاق البلايين للدعايا التقليدية، تقوم شركات البيع المباشر بالإتفاق مع الأشخاص الذين يستخدمون ويحبون ويتحدثون بحماسة عن سلعاتهم وخدماتهم، وهذه التوصية من شخص لشخص قد تكون في العمل، في المقهى، على التليفون، على الإنترنت أو في أي مكان، وحيث أن الخبير والإدارى الإسطوري والكاتب الحاصل على أفضل المبيعات "توم بيترز" يسمي البيع المباشر "اول نقلة ثورية حقيقية في التسويق".
2-العمل من المنزل
أن أكثر التصرفات للنجاح المالي هي الذهاب إلى المدرسة والحصول على وظيفة جيده في شركة جيدة، والبدء في عمل خاص بك فيه خطورة كبيرة، ولكن اليوم لم يعد الأمر كذلك، اليوم أكثر من 1 من كل 8 منازل في الولايات المتحدة تحتوي على عمل من المنزل، إستناداً إلى الإقتصادي العالمي الشهير "بول زين بلزر" نحن في منتصف ثورة في العمل المنزلي وهي لا تظهر عليها علامات البطء، والعمل من المنزل يعني لا مزيد من الذهاب يومياً إلى العمل، لا لنفقات الإنتقالات والزحام، لا لرئيس ، أنت بإمكانك أن تختار متى تعمل وكيف تعمل ومع من تعمل..الخ؟.
3-إنخفاض المخاطر وإرتفاع المقابل
إنشاء عملك التجاري من البداية قد يكون مكلفاً وخطراً ولكن ليس مع البيع الشبكي، لماذا ؟ لأن شركة البيع الشبكي النموذجية توفر لك جميع الأدوات والتدريبات التي تحتاج إليها لتبدأ عملك وأن تبدأ بالربح ، ومع بدايات قليلة التكلفة ، هذه السهولة في الدخول تجعل البيع المباشر طريقة عملية للملايين للحصول على دخل إضافي بدون الحاجة إلى الإستقالة من عملهم وكان هذا الجانب الذي جذب أفضل الكتاب مبيعاً والخبير في التخطيط المالي "دافيد باش" حيث قال إن الجمال في البيع المباشر، أن ما يتم منه هو لك، كل ما عليك القيام به هو الوصول إلى شركة ذات سمعة تعرض سلعة أو خدمة تتحمس لها وتؤمن بها، و"جم كولنس" مؤلف الكتاب الأعلى مبيعا "Build To Last" و "Good To Great" يلخص محاسن البيع الشبكي في تلك العبارة "هذا العمل يقدم الطريق الأكثر نظاماً للأفراد العاديين لتحقيق النجاح الإقتصادي" .
4-لا توجد خبره مطلوبة
لعل السبب الأقوى للنجاح المذهل والشعبية الإستثنائية للبيع المباشر هو ببساطه "أي شخص بإستطاعته أن يفعلها" النجاح في البيع الشبكي لا يتطلب أي نوع من التعليم المتخصص أو خلفية لإدارة الأعمال، لن تجد أي عائق أكاديمي، والمؤلف العالمي لكتاب "العادات السبع للناس الأكثر فاعلية" وهو الكتاب الذي باع أكثر من 15 مليون نسخة للكاتب المفضل لدي "ستيفن ار.كوفي" يقول إنها فرصة لمشروع يستطيع فيه الناس إستخدام مواهبهم وشغفهم بحرية لتحقيق أقصى عائد.
وكانت شركات البيع المباشر جزء من بناء المجتمع الأمريكي لأكثر من 100 سنة، ولكن في السنوات القليلة الماضية شهدت إقلاعاً كالصاروخ، حيث قام الخبير المشهور في سوق الأسهم "وورين بافيت" بضم شركة كبيرة من شركات البيع المباشر الى الشركة القابضة "Berkshire Hathaway" ، "بافت" الأن يملك ثلاثة شركات للتسويق الشبكي ويقول أنه أفضل إستثمار قام به، و"بافيت" ليس الوحيد وهناك مجموعة كبيرة من المستثمرين قد رأوا أن المستقبل فى التسويق الشبكي وبدأوا في الإستثمار مثل "Virgin"و "Hallmark Cards" و"Readers Digest" والجميع أصبحوا على متن سفينة واحدة الا وهى التسويق الشبكي.
والأن أنتم تعرفون لماذا نجاحك تقوده الدعايا الشفهية عن طريق العمل من المنزل بخطوره قليلة وأرباح كبيرة؟ والذي يستطيع أي شخص القيام به بغض النظر عن العمر، والحالة المادية أو الخبرة.
ولكن من الناحية الشرعية فالتسويق الشبكي الذي يشترط فيه أن يشتري المشترك سلعة أو منتجاً من منتجات الشركة لا يجوز الأشتراك فيه، وقد سُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية أسئلة كثيرة عن عمل شركات التسويق الهرمي أو الشبكي مثل شركة: بزناس، وهبة الجزيرة ـ والتي يتلخص عملها في إقناع الشخص بشراء سلعة أو منتج على أن يقوم بإقناع آخرين بالشراء ليقنع هؤلاء آخرين أيضاً بالشراء وهكذا، وكلما زادت طبقات المشتركين حصل الأول على عمولات أكثر، وكل مشترك يقنع من بعده بالأشتراك مقابل العمولات الكبيرة التي يمكن أن يحصل عليها إذا نجح في ضم مشتركين يلونه في قائمة الأعضاء، وهذا ما يسمى التسويق الهرمي أو الشبكي مثلما ذكر في الأعلى فكان الجواب بالمنع والتحريم وذكروا أدلة كثيرة وأسباباً مستفيضة تم ذكر بعضها أيضاً بالأعلى.
وفى النهاية تعتبر افضل طريقة للنجاح فى التسويق الشبكى هو الأبتعاد عنه، حيث أن كثيراً من الأشخاص قاموا بدراسة ومراجعة وبحث فى عالم التسويق الشبكى لأكثر من سنتين، وقاموا أيضاً بتجربة التسويق الشبكى والدخول فى عالمة بشكل كبير وكانت النتيجة ان الجميع أكتشف أنه وهم كبير وعملية نصب مقننه مالم تقم به شركة على منتجاتها التى لها مركز فى السوق من الأساس، وحتى تنجح فى التسويق الشبكى يجب أن يكون لديك ثلاث مهارات أساسية وهى:  اولاً: القدرة على التواصل والحوار والأقناع حتى وأن وصل الأمر لمرحلة الكذب وأبهار الأخرين بما هو ليس حقيقي. ثانياً: أن يكون لديك علاقات لا حدود لها من أصدقاء ومعارف وزملاء عمل وجيران وتكون مثل العنكبوت. ثالثاً: أن يكون لديك خبرة فى الإدارة وكيفية التعامل مع فريق عمل كبير تحت يدك لتحقق لهم رضاء مالى وعينى، وهنا عزيزى القارئ ستكون خبير ناجح فى التسويق الشبكى ولكن بعد فترة ستكون العواقب وخيمة.   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...