تابعونى على مواقع التواصل الأجتماعي

الثلاثاء، 15 مارس 2016

10 اختلافات هامة بين العقل البشري والحواسيب الآلية


على الرغم من أن الأستعارة بالحاسبات الآلية عوضاً عن الدماغ البشرية، قد خدم علم النفس المعرفي بشكل كبير، الا أن بعض الدراسات والأبحاث في علم الأعصاب الإدراكي أظهرت العديد من الأختلافات المهمة بين العقول البشرية والحاسبات الآلية. وأذا تمكنا من تقدير هذه الاختلافات بشكل جيد وكبير، قد تكون بداية جيدة و حاسمة من أجل فهم آليات معالجة المعلومات العصبية، وفي نهاية المطاف سوف تؤدى الى خلق المزيد من الأختراعات والأبتكارات فى الذكاء الاصطناعي.
وأيضا نجد أن الحاسبات الآلية لا تساوي شيئاً أمام قابلية مخ الإنسان على البرمجة الذاتية، فالحاسوب لا يقوم بأي عمل ما لم يتم تغذيته بالبرنامج المناسب للقيام به، وبلغات معروفة، تبقى لها حدود مهما تطورت وتعقدت، أما مخ الإنسان فعنده قدرة خارقة على البرمجة الذاتية، فأفكارنا وحواسنا وأجسامنا تنفذ يومياً ما لا يحصى من البرامج دون أن نشعر لأن دماغنا قد تمت برمجته للقيام بها بلغة أو لغات لا زال العلم يحاول من أجل الوصول إلى شيء من أسرارها, ومن أوضح الأمثلة على ذلك قيادة السيارة، ولو تذكر أي سائق كيف كان يقود في بداية تعلمه القيادة وكيف يقود بعد المراس والمران لعلم أنه أصبح مبرمجاً على القيادة دون أن يشعر، ولو دخلت محل خياط لوجدت يديه تعملان بسرعة كبيرة وكفاءة عالية، وهو مع ذلك يكلمك ويعطي التعليمات للعاملين عنده ويحاسب الزبائن دون أن يؤثر ذلك على كفاءة عمله التي تتم دون أن يشعر، فهو قد تبرمج عليها ببرامج بديعة أبدعها الخالق.

ومن هنا كان يجب علينا مراجعة أهم هذه الأختلافات، والنتائج المترتبة من خلالها  على علم النفس المعرفي أذا لم نقم بالاعتراف بها.
ومن خلال البحث والتحرى وجد لدينا العديد من الأختلافات الهامة بين عقول البشر والحاسبات الآلية، وقبل البدء فى ذكر أهم هذه الأختلافات بين عقول البشر والحاسبات الآلية.

والأن سيتم عرض أهم 10 أختلافات بين عقول البشر والحاسبات الآلية:-
1- العقول البشرية تعمل بطريقة قياسية أو تماثلية، بينما الحاسبات الآلية تعمل بشكل رقمي
إنه من السهل أن نعتقد أن الخلايا العصبية هي فى الأساس خلايا ثنائية، ونظراً لأن العقل البشري لا يستطيع أن يقوم بعمل المطلوب منه الا اذا وصلت امكانياته الى مستويات محددة من الخلايا العصبية،  وفى حالة عدم وصوله لهذه المستويات لا يستطيع ان يعمل بكفاءة. وهذا التشابه السطحي الذى يشبه  النظام الثنائى "1 و 0 " ويمكنه أن يكذب مجموعة واسعة من العمليات المستمرة وغير الخطية التي تؤثر بشكل مباشر على معالجة الخلايا العصبية.
وعلى سبيل المثال، فإن واحدة من الآليات الرئيسية هى انتقال المعلومات، ويبدو أن معدل الخلايا العصبية التي تقوم بالعمل المطلوب، وهى فى الأساس متغير مستمر.وبالمثل، شبكات الخلايا العصبية يمكن أن تقوم بالعمل المطلوب في تَزَامُنِيّة نسبية أو في فوضى نسبية؛ وهذا التماسك يؤثر على قوة الخلايا العصبية والإشارات الواردة منها إلى المصب.وأخيرا، داخل كل خلية عصبية يوجد دائرة متكاملة تتألف من مجموعة متنوعة من القنوات الأيونية و ويوجد كثيراً من الأحتمالات على استمرار التقلبات في أمكانيات الأغشية الدماغية.
2- العقل يستخدم الذاكرة التى يمكن من خلالها الوصول للمحتوي الموجود بداخلها
في الحاسبات الآلية، يتم الوصول الي المعلومات أو البيانات المخزنة على ذاكرته من خلال تحديد عنوان البيانات أو المعلومات للحاسب بشكل كبير على وجه الدقه ، والذى هو معروف فى علم الحاسبات بـــــ "عنونة الذاكرة"، وعلى النقيض من ذلك، فإن الدماغ يستخدم المحتوى كعنونة للذاكرة، بحيث يمكن الوصول إلى المعلومات في الذاكرة من خلال تفعيل "إشارة" يكون لها صلة وثيقة بين  المفاهيم المطلوبة، وعلى سبيل المثال، عندما تفكر في كلمة " Fox" قد ينتشر الى عقلك بشكل تلقائي تفعيل الأحداث والأشياء ذات الصلة بهذه الكلمة مثل انها حيوانات ذكية، أو الأفراد الذين يستطيعون ركوب الخيول بشكل ممتاز.
والنتيجة النهائية هي أن عقلك لديه نوع من "القدرة على البحث بشكل جيد" مدمج فيه فقط بعض الاشارات أو الكلمات الرئيسية والتى تكفي لاسترجاع ما بداخل الذاكرة، وبالطبع نجد أشياء مماثلة يمكن القيام بها من خلال الحاسبات الآلية، ومعظمها من خلال بناء مؤشرات هائلة من البيانات المخزنة عليه، ثم تحتاج أيضا إلى أن تكون مخزنة عليه بعض الأشارات التى تعطيك  معلومات ذات صلة عند البحث عن الشئ المطلوب (وبالمناسبة، هذا هو ما يفعله محرك بحث جوجل الى حد كبير).
و على الرغم من أن هذا قد يبدو نفس الشيء بين الحواسيب و عقل  البشر مع الاختلافات البسيطة ، والتى لها آثار عميقة على حساب العمليات العصبية الدماغية.وعلى سبيل المثال، يوجد هناك نقاش دائم في علم النفس المعرفي بسبب القلق بشأن ما إذا كانت المعلومات المفقودة من الذاكرة فى عقل الأنسان تكون بسبب الوسوسة أو بسبب تدخل أكثر من معلومات أخرى في بعضها البعض، ففي الماضي، كانت هذه المناقشة تستند على فرضية خاطئة بأن هنالك احتمالين منفصلين، كما أنها يمكن أن تكون في الحاسبات الآلية أيضاً ، وكثيراً من الذين يدركون الآن أن هذه المناقشة تمثل ازدواجية زائفة.
3- العقل البشري يعمل بطريقة متوازية وكثيفة، بينما الحواسيب الآلية تعمل بشكل كبير من النمطية والتسلسلية
ومن الموروث المؤسف هو الأستعارة بالحاسبات الآلية عوضاً عن الدماغ البشرية، ويعتبر هذا هو اتجاه علم النفس المعرفي للبحث عن النمطية في العقول البشرية.وعلى سبيل المثال، فإن فكرة أن الحاسبات الآلية التي تتطلب الذاكرة قد تقود البعض إلى البحث عن ما يسمي بــ "منطقة الذاكرة"، في حين يعتبر أن هذه التقسيمات الآن هي مزيداً من الفوضى، ومن نتائج ذلك من أجل التبسيط هو أننا الآن علمنا أن الذاكرة الأنسانية ليست مكاناً مخصصاً فقط لحفظ المحتويات؛ ولكنها أيضاً مهمة من أجل زيادة الخيال لدى البشر، وتعمل على تمثيل روايات من أجل رؤية تحقيق الأهداف، ويمكن أيضاً استخدامها من أجل تخيل الملاحة الفضائية، ولديها كثيراً من الوظائف المتنوعة الأخري.
وبالمثل، يمكن للمرء أن يتصور أن يكون هناك ما يسمى بــــ"وحدة اللغة" في العقول البشرية، كما قد يكون متوافر في الحاسبات الآلية، والتى من الممكن أن تقوم بأضافة البرامج عليها ، مثل برامج معالجة اللغة الطبيعية.حتى أن المتخصصين فى علم النفس المعرفي عثروا على هذه الوحدة، استنادا إلى المرضى الذين يعانون من تلف فى منطقة الدماغ تعرف بأسم منطقة بروكا. وأظهرت المزيد من الأدلة الأخيرة أن اللغة هي أيضا تحسب عن طريق توزيعها على نطاق واسع من المجال العام للدوائر العصبية، و منطقة بروكا ويمكن أيضاً ان تشارك في العديد من الحسابات الأخرى.
4- ليست هنالك سرعة ثابتة لمعالجة الأشياء في العقول البشرية، ولا يوجد لديها ما يسمي بنظام الساعة فى الحاسبات الآلية
فسرعة معالجة المعلومات العصبية يخضع لمجموعة متنوعة من القيود، بما في ذلك الوقت للإشارات الكهروكيميائية؛ من أجل أجتياز المحاور العصبية والتشعبات الخاصة بها، و على الرغم من أن هناك اختلافات فردية في سرعة المعالجة لدى البشر، وهذا من الممكن أنه لا يعكس تركيبة متجانسة أو وحدوية، ومن المؤكد أيضاً أن سرعة المعالجة ليست ملموسة كسرعة المعالجات فى الحاسبات الآلية. وبدلاً من ذلك، ربما نجد أن سرعة المعالجة فى عقول البشر تخضع لعدة عوامل كثيرة ومن ضمنها الحالة السيكولوجية لدى الأنسان بالأضافة الى الإشارات الكهروكيميائية التى يصدرها العقل.  
وبالمثل، لا يبدو أن هناك أي ساعة مركزية في العقل، وهناك نقاش بشأن كيفية أن عقارب الساعة مثل أجهزة حفظ الوقت في العقل كما في الواقع. ولاستخدام مثال واحد فقط، غالباً ما يعتقد العقل أن هنالك طرق لحساب المعلومات التي تنطوي على التوقيت الدقيق، كما هو مطلوب لتحريك السيارات الحساسة؛ بيد أن الدلائل الأخيرة تشير إلى أن حفظ الوقت في العقل البشري يشبه التموجات التى تحدث داخل أحدى البرك أو ما يشبه الساعة الرقمية القياسية.
5- الذاكرة على المدى القصير عند البشر ليست كمثل ذاكرة الوصول العشوائي لدى الحاسبات الآلية
و بالرغم من التشابه الظاهر بين الرام و الذاكرة على المدى القصير عند البشر ومعرفة علماء النفس المعرفي بهذه الحقيقة فى وقت مبكر شجع العديد منهم ، للقيام بعمل دراسات أعمق من أجل أن يكتشفوا الأختلافات الهامة بين الرام و الذاكرة على المدى القصير عند البشر.وعلى الرغم من أن ذاكرة الوصول العشوائي والذاكرة على المدى القصير والأثنان يحتاجون الى محفز لأستمراية عملهم، فعلى سبيل المثال من أجل استمرار الذاكرة على المدى القصير لا بد من الأستمرار فى إطلاق الخلايا العصبية ، ومن أجل استمرار ذاكرة الوصول العشوائي لا بد من مدها بالكهرباء، والذاكرة على المدى القصير وظيفتها أنها تعطي "أشارات" فقط إلى الذاكرة طويلة المدى، في حين أن ذاكرة الوصول العشوائي تحمل بيانات متماثلة من المُخزنة على القرص الصلب للحاسبات الآلية.
6- العقول البشرية لا تحتاج الى هارد وير أو سوفت وير مثل الحاسبات الآلية
منذ سنوات مضت كان من المغري أن نتصور أن الدماغ هو جهاز عليه برنامج "أو ما يسمى العقل"، وقد أدى ذلك إلى مجموعة متنوعة من نماذج مجردة مثل برامج الإدراك، والذي يوضح لنا  تفاصيل عن كيفية عمل الدماغ في الواقع ، بالطريقة نفسها نجد أن الحاسبات الآلية تقوم بوظيفة الأدراك من خلال البرامج مثل برنامج جافا والذى يمكن أن ينجز نفس الوظيفة التى يقوم بها العقل، ومن أهمها برمجة سى بلس بلس  "C++".
7- نقاط الاشتباك العصبي لدي البشر هي أكثر تعقيدا من البوابات الكهربائية المنطقية لدى الحاسبات الآلية
ميزة أخرى ضارة فى التشبيه بين الدماغ والحاسبات الآلية هو أن بعض العلماء تشير إلى أن العقول قد تعمل أيضا على أساس إشارات كهربائية مثل الحاسبات الآلية، وللأسف هذه الأشارة ليست سوى نصف صحيحة، حيث أن الاشارات التي انتشرت على طول المحاور العصبية هى بالفعل كهروكيميائية في طبيعتها، بمعنى أنها تتحرك ببطء أكثر بكثير من الإشارات الكهربائية في الحاسبات الآلية، و أنها يمكن أن تكون منظمة في طرق عديدة، وهذا يضيف إلى تعقيد المعالجة التي تجري في كل تشابك داخل العقل البشري؛ ولذلك فمن الخطأ الكبير هو التفكير بعمق أن وظيفة الخلايا العصبية تعمل مثل الترانزستورات المتوافرة فى الحاسبات الآلية.
8- يقوم الأنسان بوظيفة المعالجة والذاكرة من داخل عقله فقط بينما الحاسبات الآلية تقوم بها من خلال مكونين وهما وحدة المعالجة والذاكرة
حيث أن الحاسبات الآلية تقوم بمعالجة المعلومات المأخوذة من الذاكرة باستخدام وحدات المعالجة المركزية، وثم بعد ذلك تقوم بكتابة نتائج تلك المعالجة مرة أخرى إلى الذاكرة. بينما بالنسبة للعقل البشري لا يوجد تمييز من هذا القبيل حيث أن عملية المعالجة والذاكرة تتم من خلال شئ واحد الا وهو المخ ، كما أن معالجة المعلومات من خلال الخلايا العصبية هم أيضا تعديل لتلك الاشتباكات العصبية، وتعتبر الاشتباكات العصبية هى الركيزة الأساسية للذاكرة ، وكنتيجة لذلك، يجعل العقل البشري أقوى من الحاسبات الآلية؛ لأن الذاكرة والمعالجة تتم من خلال شئ واحد ؛ ولكن فى بعض الأحيان نجدها اقل فى الدقة بالمقارنة مع الحاسبات الآلية.
9- العقل البشري يعتبر نظام قادر على ترتيب نفسه بنفسه بدون تدخل من أحد
وهذه النقطة تتبع بشكل طبيعي من خلال النقطة السابقة، لذلك وضحت التجربة العميقة والمباشرة أن الأشكال الطبيعة لمعالجة المعلومات العصبية لا تتم بنفس الطريقة التى تحدث في المعالجات التقليدية بالنسبة للحاسبات الآلية. وعلى سبيل المثال، فإن الدماغ يحتوى على ما يعرف بــ دوائر إصلاح الذات، وهو الناجم عن الصدمة الليونية داخل عقل الأنسان وذلك بعد تعافيه من الاصابة؛ وذلك من  الممكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من التغييرات المثيرة للاهتمام، بما في ذلك إطلاق الطاقات غير المستغلة في الدماغ و المعروفة بإسم (متلازمة سافانتيسم" savantism")، وغيرها من الجهات التي من  الممكن أن تؤدي إلى ضعف الادراك العميق (كما هو للأسف موجود حتى الآن و أكثر نموذجية كما في الإصابات التى تصيب العقل وتؤدى الى اضطرابات تنموية بداخل العقل).
وكان من ضمن نتائج الإخفاق التى تمت في إدراك هذا الاختلاف كان في الميدان العصبي الخاص بالعقل، حيث أن الأداء المعرفي يقوم بأتلاف الدماغ؛ ولذلك يتم فحص المرضى لتحديد المنطقة الدالة الحسابية المتضررة داخل العقل، وللأسف؛ ذلك بسبب سوء فهم طبيعة الصدمة الليونية الخاصة بالدماغ.
10- العقل البشري لابد من أن تمتلك أجسام بشرية
وهذا الأختلاف ليس تافه كما قد يبدو لدى البعض: حيث اتضح أن الدماغ يستفيد من الميزة المتوافرة له وهى انه مسيطر على كل اجزاء الجسد لدى الأنسان، و على سبيل المثال، على الرغم من قوة الشعور الحدسي الخاصة بالنسبة لك! هل يمكن أن تغمض عينيك ومن ثم تقوم بمعرفة مواقع الأشياء من حولك؟ فقد أظهرت سلسلة من التجارب التى تمت على مجموعة من العميان وأوضحت هذه التجارب أن ذاكرتنا البصرية هي في الحقيقة قليلة جدا، وفي هذه الحالة، فإن الدماغ يقوم بما يسمى بــــ تفريغ متطلبات الذاكرة من أجل تحديد الأماكن التى كانت موجودة فى البيئة، ومن هنا يتم طرح هذا السؤال، لماذا لا نجد مزيداً من العناء فى تذكر مواقع الاشياء بالرغم من أستخدمنا لمحة سريعة فقط من أبصارناعلى هذا المكان ؟ وقد أظهرت مجموعة مدهشة من التجارب التي كتبها أحد المختصين ويدعى " Jeremy Wolfe" وهى أنه بالرغم من عرض مئات الطلبات لتحديد عرض أشكال هندسية بسيطة على شاشة الكمبيوتر، فى حين أننا نجد أن العقل البشري لا يحتاج الا لنظرة لكى يحدد المكان المتواجد فيه بداخل ذاكرته، وظهرت مجموعة واسعة من الأدلة فى المجالات الأخرى التى تشير إلى أننا بدأنا فقط لفهم أهمية تجسيد معالجة المعلومات والتى اتضحت من خلال دراسة العقول البشرية.
أختلاف اضافى: وهو العقل البشري يعتبر أهم وأكبر من أى حاسب آلى موجود حالياً
وأوضحت بعض الأختلافات الأخرى أن دقة النماذج البيولوجية في الدماغ قد يتضمن (225 مليون مليار) من التفاعلات بين أنواع الخلايا العصبية، وهناك ما يسمى بــــــ المحفزات العصبية " neuromodulators "، وفروع محواري الاشواك الجذعية والتي لا تشتمل على التأثيرات من الهندسة الجذعية، أو الخلايا الدبقية والتى تمثل حوالي 1 تريليون خلية، والتي قد تكون أو لا تكون مهمة فى معالجة المعلومات العصبية. لأن الدماغ لا يعمل بطريقة خطية، وأنها تعتبر أكبر بكثير من كافة أجهزة الحاسبات الآلية الحالية، ويبدو من المرجح أنها تعمل بطرق مختلفة تماماً عن الحاسبات الآلية ؛ لذلك أن الاستعارة بين الدماغ والحاسبات الآلية كان من الممكن أن يحجب هذا الفارق الهام، على الرغم من أنه ربما كان واضحاً، من خلال القدرات الحسابية الخام بين الأثنين وهما العقل والحاسبات الآلية.
الخلاصة
وبعد أن انتهينا من عرض ال 10 اختلافات الهامة بين العقل البشري والحواسيب الآلية، وجدنا أنه عندما نريد تطوير البرمجيات التي يعمل بها الحاسوب فلا بد من ترقيته بإستمرار، ولو اشترى أحدنا أقوى الحواسيب الموجودة اليوم، لاضطر بعد فترة قد لا تتجاوز السنة إلى توسيع ذاكرته وقرصه الصلب، وربما اضطر إلى استبدال المعالج أيضاً، أما عقل الإنسان فلا يحتاج إلى ترقية، وهو مكفول مدى الحياة، فعلماء الأحياء يقولون إن الخلايا العصبية هي الخلايا البشرية الوحيدة التي لا تتبدل ولا تتغير ولا تتكاثر منذ ولادة الإنسان حتى وفاته، بخلاف الخلايا الأخرى في جسم الإنسان، وهو مع ذلك يقوم بدوره على الوجه المطلوب في كل مرحلة من مراحل عمر الإنسان دون الحاجة إلى ترقية أو توسيع.
ولا بد أيضاً برغم من الترقية التى تتم على الحاسوب لابد أيضاً من تبديله بين فترة وأخرى، ليتمكن من أداء ما يطلب منه من أعمال، ويعتبر العمر الافتراضي للحاسوب هو ثلاث سنوات كما يقول أحد الخبراء, أما مخ الإنسان فهو نفسه من يوم خلق الله آدم إلى اليوم، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، هو من الطراز نفسه الذي بنى الأهرامات بالأمس، واخترع الذرة وغزا الفضاء اليوم، والله وحده يعلم ماذا سيبدع غداً.
وللحواسيب أجهزة ملحقة، وهي وحدات الإدخال والإخراج، ونعني بها الشاشات ومكبرات الصوت ولوحة المفاتيح والطابعات وغيرها كثير، وهي لا غنى عنها لتعامل الحاسوب مع مستخدمه، وهي أيضاً يعتريها ما يعتري الحاسوب من الحاجة إلى الترقية والتطوير والتغيير، وتحتاج إلى برامج قيادة (drivers)  حتى تعمل، كما تحتاج إلى وصلها بالحاسوب عن طريق الأسلاك، ومعظم الأجهزة المكتبية لا بد أن ترى خلفها غابة من الأسلاك، وإذا أردنا نقل حاسوب من مكان لآخر فلا بد من نقله مع الأجهزة الملحقة به وإعادة وصل الأسلاك من جديد، أما مخ الإنسان فقد زوده الله تعالى بأجهزة ملحقة فى غاية الدقة والروعة والإعجاز، هي حواس الإنسان، التي يأخذ المخ منها ما يلزمه من معلومات، ويعبر بواسطتها عن نفسه، وهي ترافقه في سهولة ويسر في حله وترحاله؛ لأنها لا تحتاج إلى برامج تشغيل أو أسلاك توصيل، بل تبدأ بالعمل في منتهى الكفاءة منذ لحظة الولادة للأنسان.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...