تابعونى على مواقع التواصل الأجتماعي

الجمعة، 27 يناير 2017

الحوسبة السحابية تقتل أحلام البسطاء!

تعد الحوسبة السحابية واحدة من أخر الصيحات فى التطور التكنولوجى فى تاريخ البشرية على مر العصور، حيث عندما تطورت أجهزة الحاسبات الآليه كان كل ما يتطلع اليه المستخدم سواء كان شخص فردي أو أعتباري هو توفير مساحات بإحجام مقبولة على وسائط التخزين الخاصة بأجهزتهم الشخصية أو بالخوادم المتوافرة داخل أطار المؤسسة، وتعرف الحوسبة السحابية بكل بساطة بــــ أنها: الممارسة التي تنطوي على استخدام خوادم الشبكة التي تقع عن بعد. ويمكن أيضاً لمستخدمين الحوسبة السحابية الوصول إلى خدمة المناطق النائية عن طريق شبكة الإنترنت لإدارة وتخزين ومعالجة البيانات ذات الصلة والخاصة بهم، وليس على الحاسب الآلى الشخصي من خلال الخادم المحلي.
و تلقت الحوسبة السحابية الكثير من شعبيتها في السنوات القليلة الماضية، ومراقبي السوق يعتقدون أن الحوسبة السحابية سوف تكون هى مستقبل الأعمال.
و العديد من الشركات تستخدم الحوسبة السحابية التي سوف تتحول عادة إلى أن تكون أرخص وأسرع وأسهل طريقة للمحافظة علي بياناتهم وأسترجاعها بسهولة تامة. والآن، هذا لا ينطوي فقط على الشركات ولكن ينطبق أيضاً على مستخدمي الإنترنت العاديين، فهم يستخدمون خدمات الحوسبة السحابية مثل محرر مستندات Google، و Dropbox وأكثر من ذلك بكثير من أجل الوصول إلى الملفات الخاصة بهم أينما كانوا وكلما أرادوا.
وأدى التسارع المستمر الى تطوير الحوسبة السحابية مع استخدام واسع من خدمات الإنترنت، وكذلك تطوير الأجهزة المحمولة مثل الهواتف الذكية واللوائح Tablets. وكثير من الناس يحملون أجهزتهم المحمولة عندما لا يكونون على مكاتبهم ويمكنهم بسهولة الوصول إلى الوثائق الخاصة بهم، والتعرف على وسائل الاعلام والصور الخاصة بهم أيضاً، من خلال سحابة التخزين الخاصة بهم عبر الإنترنت.
ولكن الحوسبة السحابية تقتل أحلام البسطاء فى تعلم المزيد من علوم الحاسب الخاصة بإستخدام برمجيات الشركات الكبرى مثال: شركة أدوبي وشركة ومايكروسوفت والشركة الموفرة لتطبيقات مثل أوتو ديسك .... وغيرها. حيث أن لو أتبعت الشركات فكرة تأجير برمجياتها من خلال الحوسبة فى هذه الحالة سوف تندثر فكرة الهندسة العكسية، حيث كانت الشركات فيما سبق تقوم بتوفير الملفات الخاصة بالتطبيق لمدة معينة من الزمن قد تتراوح من 15-30 يوم وتسمى بالفترة التجريبية، وبعد ذلك يقوم المستخدم بشراء سريال من أجل اكمال استخدام التطبيق، وهنا كان يأتي دور الهندسة العكسية لتقوم بتوفير اصدار مفتوح المصدر لمستخدمى التطبيق من الفقراء، وكانت الهندسة العكسية سبب كبير لتوفير البرمجيات مدفوعة الأجر لكثير من بسطاء العالم، على الرغم أنى اؤمن أن فكرة الهندسة العكسية هى خرق لحقوق الملكية؛ ولكن قد كانت احدي الأسباب الرئيسية فى تعلم الفقراء الكثير من علوم الحاسب، مما سيؤدى فى نهاية المطاف الى رفع المستوي العلمى لهؤلاء الفقراء، وذلك سيفتح لهم أبواب جديدة من مصادر الرزق بدون دفع المزيد من الأموال الطائلة، والتى ستدفع مقابل حقوق تأجير برمجيات الشركات وهذا الشئ قد يستحيل على أبناء الطبقة الفقيرة أن تقوم بدفع أيجار شهرى عن كل تطبيق يتم استخدامه! والسؤال المطروح الأن هل حقاً ستؤدي البرامج المفتوحة المصدر الدور المطلوب منها فى مقابلة وتعويض النقص فى البرامج مدفوعة الأجر؟ اعتقد أن هذا السؤال هو ضرباً من الجنون! بالرغم من تحقق جزء من الأجابة على هذا السؤال حيث بالفعل قامت العديد من المشاريع الخاصة والمفتوحة المصدر بإنشاء تطبيقات وبرمجيات تسعي لتلبية بعض الحاجات التى يحتاج اليها المستخدمون فى مقابلة البرامج مدفوعة الأجر.

الخلاصة: مع أقتراب المقال من نهايته أري أن المستقبل لن يكون الا لمن يمتلك المادة الا ما رحم ربي، وسنرجع بالتالى الى العصور المظلمة حيث كانت تنحصر العلوم فى أيدى قلة قليلة من أبناء المجتمعات، وغالباً ما كانت تنحصر فى أبناء الطبقات الغنية مما سيعنى بنهاية المطاف عودة الأرستقراطية من جديد فى زى القرن ال21 ولكن أتمنى أن تقدم البرامج المفتوحة البديل! ولكن هل ستستطيع الرأسمالية الجشعة فى السيطرة على كامل المجتمعات أم سيظل الحلم بعيد المنال؟ ! ... وهل ستلعب الرأسمالية الضميرية دوراً بارزاً فى الأيام المقبلة؟. وفى النهاية يسعدني تعليقاتكم.

الأربعاء، 18 يناير 2017

فكرة الثالوث الشهير (الأب والأبن والروح القدس)!

منذ ولدت وبدأت أتيقن لما يقال حولي، وكنت دائماً أرى الكثير من زملائي فى المدرسة يتحدثون عن هذا الثالوث الشهير وقد كنت دائماً ما أستمع اليهم؛ ولكن لم أستطع أن أفهم شيئاً، وذلك بحكم أن معظم فترة دراستي فى المدرسة الأبتدائية، وجزء من دراستي فى المدرسة الأعدادية كان دائماً وأبداً ما اتواجد داخل فصول المسيحيين، وذلك بحكم التوزيع الذى يتم بناءاً على ترتيب الأسامي؛ ولكن المهم فى هذا الموضوع لم أسمع أى رد مقنع بخصوص هذا الثالوث الشهير! وكيف أتي وظهر للحياة؟ وكما تعودنا من الحياة أن كثرة البحث عن الحقيقة هى ما توصلنا اليها فى النهاية، وقد تكون الحقيقة كلية أو جزئية ولا نستطيع أن ندعى بأنها الحقيقة الكاملة والأن فى البداية سوف نترك العنان للقارئ ونعطي له نبذة مختصرة عن هذا الثالوث اذا لم يكن عنده علم به حيث ظهر رجلٌ مصري يدعى(أثناسيوس) هذا الرجل قام بتغيير الدين الذي جاء به المسيح عليه السلام ، فأدخل فيه كثيراً من العقائد الوثنية ، وسبب ذلك أن أثناسيوس لم يكن مسيحياً في بادئ الأمر، بل كان وثنياً على دين الفراعنة القدماء(أيزيس وأوزريس)، فقام بمزج المسيحية بالديانات الوثنية التي كان يعتقد بها قبل تنصره ، فأدخل لأول مرة مبدأ (الثالوث المقدس ) The trinity على الدين المسيحي التوحيدي ، وينص هذا المبدأ على أن اللّه ذو طبيعة ثلاثية الأبعاد، كل بعد فيه يساويه ، وكل بعد فيه لا يساويه الآخر! وربما كان هذا هو السبب الذي دفع الكنائس موخرًا لمحاولة شرح هذا المبدأ الصعب وذلك بتوزيع رسومات هندسية.
والحقيقة أن أثناسيوس لم يأتِ بهذا المبدأ من فراغ ، فلقد كانت فكرة الثالوث المقدس مغروسة في كيانه قبل أن يعتنق النصرانية ، فلقد كان أثناسيوس يؤمن بالثالوث المقدس للفراعنة قبل أن يعتنق المسيحية (أوزريس الأب ، حورس الإبن ، إزيس الأم ) ، بل إن فكرة الثالوث تلك كانت سائدة في أغلب الديانات الوثنية ، فقد كان للهنود ثالوثهم البرهمي المقدس (برهما: الإله ، فشنو:المُّخلص، سيفا: الروح العظيم )، وعند الفرس الثالوث الزردشتي المقدس : (الروح الصالحة ، الكلمة الصالحة ، العمل الصالح )، لذلك أراد أثناسيوس نشر ذلك المبدأ الجديد في المسيحية.
وبعد البحث والتحرى كانت المفاجأة حيث وجدت أن هذا الطقس هو طقساً أغريقياً بالأساس وينتمى بالأخص الى أسطورة أيزيس وأوزريس القديمة حيث كانوا يعتقدون أن أيزيس وأوزريس تتكون من كفتين ميزان وبينهم شئ يقوم بعمل هذا التوازن فيجتمع الثلاثة فى شئ واحد على أنه هو الله.
ثم بعد ذلك أنتقلت هذه الفكرة الى شبة الجزيرة العربية (أرض الحجاز) ، اذن، فالللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى (بنات الله) التي يبدو آنها تتمثل بنجوم حزام الجوزاء. ونريد آن نضيف هنا آن الله عند الجاهلية هو حاصل جمع ثلاثة، آي حاصل جمع بناته في الحقيقة. وبما آن بنات الله، آي الغرانيق العلى، تتكون من ذكرين (الللات ومناة) وأنثى واحدة (العزى)، فأن الله الذي هو طاقة الكون، خليط من مبدأين أثنين؟ مذكر ومؤنث، وبنسبة أثنين الى واحد. غير أن المبدأ الأنثوي يحصل في مقابل خسارته على حصته من ناحية أخرى: اذ يأخذ دور الميزان في الطاقة الكونية. فهو الذي يعادل بين مظهري الاله الصيفي والشتوي. من أجل هذا يدعى الرقم ثلاثة عند الفيثاغورثين (عدالة). ايزيس والعزى هما رقم 3، أما الأرقام واحد وأثنان فهما الاله في قمته وقراره. والثالوت كله ميزان بكفتين: للاله الذكر الكفتان، وللأنثى نقطة التوازن ، فحين تميل مع هذا ينتصر هذا، وحين تنزلق نحو ذاك، يكون النصر لذاك.
طبعاً علينا أن نشير الى أن هذا الثالوث يختلف عن العائلة المقدسة: (الآب والابن والروح القدس). فلدينا في العائلة المقدسة الابن والروح القدس، آي الالهة الام وأبنها، ثم الاب، مع اضمار مظهريه. فالاب هو الللات ومناة، مندمجان معاً. أما الثالوث الذي نحن بصدده، فهو ذكران في طرفيه، وهما مظهرا الاله الصيفي والشتوي، ثم الالهة الأنثى. ولا يذكر في هذا الثالوث الابن. حيث أن الابن مضمر مع الام. أنه في حضنها لكنه لا يظهر في الصورة. نحن نرغب أن نسمي ثالوث (الآب والابن والروح القدسى) بأسم العائلة المقدسة. آما ثالوث (الللات والعزى ومناة) فنرغب آن نسميه: ثالوث الغرانيق.
صحيح آن الثالوثين هما شيء واحد في النهاية، لكن التفريق بينهما ضروري. وعدم التفريق بينهما قد يؤدي الى التشويش في خصوص ثواليث متل اللات والعزى ومناة، آو غيرها.
في كل حال، فأن المصادر العربية فسرت الآية 77 من سورة الما ئدة: (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة)، التي تعني في رأينا أن الله حاصل جمع ثلاثة، على أنها تعني واحدا من ثلاثة. يقول ابن كثير في البداية والنهاية:
(وكان قد قدم وفد من نجران منهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلوا يذكرون ما هم عليه من الباطل من التثليث في الأقانيم ويدعون بزعمهم أن الله ثالث ثلاثة وهم: الذات المقدسة وعيسى ومريم، على اختلاف فرقهم) فالله عند نصارى نجران هو، بحسب ابن كثير، الذات المقدسة، آو الآب، اي الآول في ثالوث العائلة المقدسة. غير آن المسيحية ترى الإله في الواقع، حاصل جمع للثلاثة، لا واحدا من ثلاثة. وهو ما يوضحه تعبير (الثلاثة في واحد). كما أن مكة في الجاهلية كانت ترى أن الله حاصل جمع ثلاثة، أو ثلاثة في واحد.
لقد فسرت (ثالث ثلاثة) على أنها تعني واحدا من ثلاثة أنطلاقاً من الآيات عن هجرة الرسول من مكة مع أبي بكر: (إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني أثنين إذ هما فى الغار).
لقد قيست (ثالث ثلاثة) على (ثاني اثنين). فثاني اثنين تعني مكملا لاثنين، أى واحدا من اثنين. نحن نعتقد أن (ثالث ثلاثة) فى الآية لا تعني هذا. فالمسيحية العربية القديمة، إضافة إلى الديانة المكية، كانت ترى أن الله تركيب من ثلاثة، وليس واحداً من ثلاثة. فالمبدأ المذكر له اثنان من ثلاثة، والمبدأ المؤنث له واحد من ثلاثة. والله هو تركيب من المؤنث والمذكر معاً.
ولدينا خبر غريب جداً من الكلبي في (الاصنام) ربما يبرهن على أن إله الجاهلية كان حاصل جمع ثلاثة، وليس ثالث ثلاثة: (كان الرجل إذا سافر فنزل منزلاً، أخذ أربعة أحجار فنظر إلى أحسنها، فاتخذه رباً وجعل ثلاث أثافي(أحجار) لقدره واذا ارتحل تركه ، فأذا نزل منزلاً آخر فعل ذلك ... وكان الذين يفعلون ذلك في أسفارهم إنما هو للاقتداء منهم بما يفعلون عندها (عند الكعبة وأصنامها) ولصبابة بها).
الغريب في آمر هذا الخبر هو الربط بين أحجار القدر الثلاثة وبين الله. إذ يجمع الجاهلي أربعة أحجار يختار أحسنها كحجر لالهه، ثم يجعل الباقي أحجاراً للقدر!
واذا أخذنا هذا الكلام على ظاهر معناه، فإنه يعني أن المؤمن العربي الجاهلي يختار إلهه كما يختار أحجار قدره. أي أنه كان غير قادر على التفريق الجدي بين إلهه وأحجار الأثافي. وهذا أمر يصعب تصديقه، الأمر الذي يجعل المرء يعتقد آن عملية اختيار الأحجار الاربعة تمثل طقساً دينياً. أي أن ثمة علاقة دينية ما بين أحجار القدر وبين حجر الله. فحين يقوم الجاهلي باختيار أحجار قدره مع أحجار الله فهو لا يخلط الطين بالعجين، بل يقوم بممارسة دينية، سواء تعلق الأمر بحجر الله، أو أحجار موقده.

الخلاصة: أن هذا الثالوث يرجع تاريخه الى العبادات الأغريقية القديمة (أيزيس وأوزريس) ولا يمت لله من قريب أو بعيد والله على ما أقول شهيد وأتمنى أن أكون وفقت ووضحت الكثير من الغموض الذى كان يطرأ على هذا الثالوث الشهير عند مناقشته وفى الأخير يسعدنى تعليقاتكم.....
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...