تعد
الحوسبة السحابية واحدة من أخر الصيحات فى التطور التكنولوجى فى تاريخ البشرية على
مر العصور، حيث عندما تطورت أجهزة الحاسبات الآليه كان كل ما يتطلع اليه المستخدم
سواء كان شخص فردي أو أعتباري هو توفير مساحات بإحجام مقبولة على وسائط التخزين
الخاصة بأجهزتهم الشخصية أو بالخوادم المتوافرة داخل أطار المؤسسة، وتعرف الحوسبة
السحابية بكل بساطة بــــ أنها: الممارسة التي تنطوي على استخدام خوادم الشبكة
التي تقع عن بعد. ويمكن أيضاً لمستخدمين الحوسبة السحابية الوصول إلى خدمة المناطق
النائية عن طريق شبكة الإنترنت لإدارة وتخزين ومعالجة البيانات ذات الصلة والخاصة
بهم، وليس على الحاسب الآلى الشخصي من خلال الخادم المحلي.
و
تلقت الحوسبة السحابية الكثير من شعبيتها في السنوات القليلة الماضية، ومراقبي
السوق يعتقدون أن الحوسبة السحابية سوف تكون هى مستقبل الأعمال.
و
العديد من الشركات تستخدم الحوسبة السحابية التي سوف تتحول عادة إلى أن تكون أرخص
وأسرع وأسهل طريقة للمحافظة علي بياناتهم وأسترجاعها بسهولة تامة. والآن، هذا لا
ينطوي فقط على الشركات ولكن ينطبق أيضاً على مستخدمي الإنترنت العاديين، فهم
يستخدمون خدمات الحوسبة السحابية مثل محرر مستندات Google، و Dropbox
وأكثر من ذلك بكثير من أجل الوصول إلى الملفات الخاصة بهم أينما كانوا وكلما
أرادوا.
وأدى
التسارع المستمر الى تطوير الحوسبة السحابية مع استخدام واسع من خدمات الإنترنت،
وكذلك تطوير الأجهزة المحمولة مثل الهواتف الذكية واللوائح Tablets. وكثير من الناس يحملون أجهزتهم المحمولة عندما لا يكونون على
مكاتبهم ويمكنهم بسهولة الوصول إلى الوثائق الخاصة بهم، والتعرف على وسائل الاعلام
والصور الخاصة بهم أيضاً، من خلال سحابة التخزين الخاصة بهم عبر الإنترنت.
ولكن
الحوسبة السحابية تقتل أحلام البسطاء فى تعلم المزيد من علوم الحاسب الخاصة
بإستخدام برمجيات الشركات الكبرى مثال: شركة أدوبي وشركة ومايكروسوفت والشركة الموفرة
لتطبيقات مثل أوتو ديسك .... وغيرها. حيث أن لو أتبعت الشركات فكرة تأجير
برمجياتها من خلال الحوسبة فى هذه الحالة سوف تندثر فكرة الهندسة العكسية، حيث
كانت الشركات فيما سبق تقوم بتوفير الملفات الخاصة بالتطبيق لمدة معينة من الزمن
قد تتراوح من 15-30 يوم وتسمى بالفترة التجريبية، وبعد ذلك يقوم المستخدم بشراء
سريال من أجل اكمال استخدام التطبيق، وهنا كان يأتي دور الهندسة العكسية لتقوم
بتوفير اصدار مفتوح المصدر لمستخدمى التطبيق من الفقراء، وكانت الهندسة العكسية
سبب كبير لتوفير البرمجيات مدفوعة الأجر لكثير من بسطاء العالم، على الرغم أنى
اؤمن أن فكرة الهندسة العكسية هى خرق لحقوق الملكية؛ ولكن قد كانت احدي الأسباب
الرئيسية فى تعلم الفقراء الكثير من علوم الحاسب، مما سيؤدى فى نهاية المطاف الى
رفع المستوي العلمى لهؤلاء الفقراء، وذلك سيفتح لهم أبواب جديدة من مصادر الرزق
بدون دفع المزيد من الأموال الطائلة، والتى ستدفع مقابل حقوق تأجير برمجيات
الشركات وهذا الشئ قد يستحيل على أبناء الطبقة الفقيرة أن تقوم بدفع أيجار شهرى عن
كل تطبيق يتم استخدامه! والسؤال المطروح الأن هل حقاً ستؤدي البرامج المفتوحة
المصدر الدور المطلوب منها فى مقابلة وتعويض النقص فى البرامج مدفوعة الأجر؟ اعتقد
أن هذا السؤال هو ضرباً من الجنون! بالرغم من تحقق جزء من الأجابة على هذا السؤال
حيث بالفعل قامت العديد من المشاريع الخاصة والمفتوحة المصدر بإنشاء تطبيقات
وبرمجيات تسعي لتلبية بعض الحاجات التى يحتاج اليها المستخدمون فى مقابلة البرامج
مدفوعة الأجر.
الخلاصة:
مع أقتراب المقال من نهايته أري أن المستقبل لن يكون الا لمن يمتلك المادة الا ما
رحم ربي، وسنرجع بالتالى الى العصور المظلمة حيث كانت تنحصر العلوم فى أيدى قلة
قليلة من أبناء المجتمعات، وغالباً ما كانت تنحصر فى أبناء الطبقات الغنية مما
سيعنى بنهاية المطاف عودة الأرستقراطية من جديد فى زى القرن ال21 ولكن أتمنى أن
تقدم البرامج المفتوحة البديل! ولكن هل ستستطيع الرأسمالية الجشعة فى السيطرة على
كامل المجتمعات أم سيظل الحلم بعيد المنال؟ ! ... وهل ستلعب الرأسمالية الضميرية
دوراً بارزاً فى الأيام المقبلة؟. وفى النهاية يسعدني تعليقاتكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق