فى كثير من الأوقات والأحيان أري على صفحات التواصل الاجتماعي أشخاص يأتون بصور
لبعض علماء الدين فى المقابل يأتون
بعلماء دنيويين ويقومون بالتعليق بأسفل الصورة أن هؤلاء يدخلون الجنة وهؤلاء
يدخلون النار! وهو من وجهة نظرهم إستهزاء
بالدين، وبالطبع أنا لا أختلف على هذه المقولات وكل شخص حر فيما يقول؛ ولكن لا يتعدي
الحدود حيث أن حرية الفرد تنتهى عندما تبدأ حرية الأخرين، ولا أكتب هذا الكلام فى
سبيل الدفاع أو الأنتقاد تجاه أى شخص حيث أن الله عز وجل يقول (إِنَّ اللَّهَ
يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ
اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ-سورة الحج(38)).. وكثرة هذه الأحاديث خاصة
بعد أن قامت ناسا بالكشف عن كواكب جديدة وتقول أنها وجدت عليها حياة أو يمكن العيش
عليها بالرغم من أن هذه الكواكب تبعد عن كوكب الأرض بحوالى 40 سنة ضوئية، وأنا لا أشكك
فى أكتشفاتهم ولا أقلل منها، وأيضاً لا أؤمن بها كامل الأيمان تطبيقاً لنظرية الشك
فى بعض الأحوال الدنيوية؛ ولكنها أيضاً أكتشافات فى ظاهرها تحمل معها الغموض
والضرب من الجنون والخيال والعبث معاً، وأن كانت صحيحة فالله عز وجل يقول: (نَرْفَعُ
دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ - سورة يوسف (76))، ولكن ليس معني ذلك أن نأخذ
كلامهم أنه قرآن كما يفعلون أصحاب صفحات الألحاد بالرغم من أنهم يأخذون كل شئ فى القرآن
والسنة على محمل السخرية، الا أنهم يأخذون كل شئ بالعلم على أنه شئ مسلم به، برغم من
عدم تأكدهم بشكل صحيح وهو ما يسمى الكيل بمكيالين، وفى النهاية كل ما تمنيته من كتابة
هذا المقال هو تفنيد هذه الجملة .. ونبدأ على بركة الله ..
أولاً: بالنسبة للعلوم الدنيوية وبالتطور الذى حدث حيث يقول الله عز
وجل (فَأَمَّا الزبد فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ الناس فَيَمْكُثُ فِي الأرض – سورة الرعد (17))، وهنا يوضح الله عز وجل ما ينفع الناس جميعاً
ولم يحدد ديانتهم وأيضاً بغض النظر عن صاحب الفعل سواء كان من وجهة نظر بعض الأشخاص
كافر أو ملحد أو لا ديني، حيث يؤكد الله أن ما ينفع الناس بغض النظر عن اتجهاتهم
وأفكارهم وديانتهم يمكث فى الأرض الى ما يشاء الله.
ثانياً: بالنسبة لدخول الجنة أو لدخول النار هذا لا يحدده ما فعلته من
أختراعات تفيد البشرية حيث يقول الله عز وجل: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ
رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ-سورة الرحمن(26)(27))، ويعنى هذا أن المكوث
فى الأرض بالنسبة للأختراعات والأكتشافات التى تفيد البشر مرهون بوجود الأرض حيث
حينما تنتهى الأرض سينتهى معها كل شئ قام الأشخاص بإختراعه أو أكتشافه ويبقى فقط
عملك الذى فعلته لأخرتك وهو ما سيفيدك أمام رب العالمين.
ثالثاً: نتساءل دائماً وأبداً عن سبب وجودنا على هذه الأرض! حيث يقول
الله عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ
إِلَّا لِيَعْبُدُونِ – سورة الذرايات(56))،
أذاً الهدف من خلق الجن والأنس هو عبادة الله وحده وهذا لا يمنع أيضاً من البحث عن
العلم والتزود به حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ألا إن الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ذكر
الله، وما والاه، وعالم أو متعلم)). رواه
الترمذي (2322). وكثيراً من الأحاديث
والأيات القرأنية التى تحثنا على التعلم والتفكر والتدبر فى خلق الله ولا نأخذ
الأشياء كما هي بظاهرها.
رابعاً: وهذا الأهم حيث يقول الله عز وجل:( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا
إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ
رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا
-سورة الكهف(110) ﴾.وهذا هو المطلوب فى نهاية المطاف أن تعمل صالحاً ولا تشرك
بعبادة الله أحد؛ كي يتثنى لك دخول الجنة بإذن الله.. والله على ما أقول شهيد..
الخلاصة: لم أكتب
هذا المقال للدفاع عن أحد كما سبق وقمت بذكره؛ ولكن هو توضيح للعقول الراقية، وكي
أوضح أيضاً أن العلم لا ينفى الدين ولا الدين ينفى العلم وأنهم مجتمعين معاً؛ لكي
ننفذ أرادة الله على الأرض الا وهى عبادته وحده ولا نشرك معه آلهة إخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق