تابعونى على مواقع التواصل الأجتماعي

الجمعة، 3 مارس 2017

هل حقاً القانون ينصف ضعفاء وفقراء المجتمع؟

الكثير من البشر يتسائلون هل حقاً القانون كان ومازال وسيلة لحماية الضعفاء على مدي التاريخ البشري؟ أم أنه كان أقرب الى الرمزية منه الى تفعيله فى حقوق الفقراء والضعفاء؟ ومن خلال هذا المقال سنحاول توضيح بعض الأمور التى قد تكون معروفة بداهة عند البعض، وقد تكون أمور جديدة نوعاً ما عند البعض الأخر، وقد تكون معلومات تعرف لأول مرة لدى شريحة كبيرة من القراء، والأن سنحاول توضيح معني كلمة قانون والتى قد تختلف حسب أستخدامها اللفظي وكلمة قانون بكل بساطة من الناحية اللغوية طبقاً لقاموس المعاني من خلال المعجم الجامع، تعني مقياس كل شيء وطريقه وقيل  أصلها يونانية، وقيل: أيضاً فارسية، وكلمة قانون فى الأستخدامات الحياتية حيث تعني: القانون هو علم اجتماعي، موضوعه الإنسان وسلوكه مع نظائره، أعماله وردود أفعاله، وهذا موضوع ضخم، متغير المضمون، غير معروف على وجه التحديد ويصعب عرضه بدقة ينظمها كل فرد وفق رغبته ومشيئته، والا صدقت وتحققت مقولة الفيلسوف بسوت Bossuet "حيث يملك الكل فعل ما يشاءون لا يملك أحد فعل ما يشاء، وحيث لا سيد، فالكل سيد، وحيث الكل سيد فالكل عبيد". لذا كان لابد للمجتمع من نظام يحكم العلاقات بين الناس ويفرض الأمان في المجتمع. وللقانون مباحث كثيرة باعتباره علماً اجتماعياً بالدرجة الأولى.
ويعتبر القانون فن أيضاً، ولكنه جداً صعب ومعقد، لذلك فإن ما يرد بشأنه من تعريفات مرنة جداً، ويتضمن عدداً من وجهات النظر والأستثناءات وذلك على خلاف العلوم الرياضية كالفيزياء والكيمياء.
والقانون في السياسة وعلم التشريع، هو مجموعة قواعد التصرف التي تجيز وتحدد حدود العلاقات والحقوق بين الناس والمنظمات، والعلاقة التبادلية بين الفرد والدولة، بالإضافة إلى العقوبات لأولئك الذين لا يلتزمون بالقواعد المؤسسة للقانون.
وينظر أيضا للقانون بأنه مجموعة قواعد لذا تم تعريف القاعدة أو القواعد والتعريف القانوني العلمي المجمع عليه حيث ثمة أتفاق كبير بين فقهاء القانون الوضعي على تعريف القانون على أنه ((مجموعة قواعد عامة مجردة ملزمة تنظم العلاقات بين الأشخاص في المجتمع))، فالقاعدة القانونية تختص بأنها عامة ومجردة (تنطبق على الجميع) وملزمة.
وعند النظر لتاريخ تطور القانون حيث إن التاريخ القانوني أو تاريخ القانون هو دراسة كيفية تطور القانون وأسباب تغيره. ويرتبط التاريخ القانوني ارتباطاً وثيقاً بتطور الحضارات ويقع في السياق الأوسع للتاريخ الاجتماعي. كان بعض الفقهاء والمؤرخين للعملية القانونية ينظرون للتاريخ القانوني على أنه تسجيل لتطور القوانين والتفسير العملي لكيفية تطور هذه القوانين مع فهم أفضل لأصول المفاهيم القانونية المختلفة، فيما يعتبره البعض فرعاً من فروع التاريخ الفكري. ونظر مؤرخو القرن العشرين إلى التاريخ القانوني بطريقة أكثر سياقية تتماشى مع تفكير للتاريخ الاجتماعي. فقد أعتبروا المؤسسات القانونية نظماً معقدة من القوانين، واللاعبين، والرموز وأعتبروا أن هذه العناصر تتفاعل مع المجتمع لتغير مفاهيم معينة من المجتمع المدني أو تبنيها أو مقاومتها أو تعزيزها. وأتجه هؤلاء المؤرخون القانونيون لتحليل تاريخ القضية من منظور أبحاث العلوم الاجتماعية، وذلك باستخدام أساليب إحصائية، وتحليل الفوارق الطبقية بين الخصوم، والملتمسين، ولاعبين آخرين في العمليات القانونية. من خلال تحليل نتائج القضايا، وتكاليف المعاملات، وعدد القضايا التي تمت تسويتها، شرعوا في تحليل المؤسسات القانونية، والممارسات، والإجراءات، والمذكرات التي تعطينا صورة أكثر تعقيدا للقانون والمجتمع من التي يمكن أن تصل إليها دراسة الفقه القانوني، والسوابق القضائية، والقوانين المدنية.
وكان للقانون المصري، الذي يرجع تاريخه إلى 3000 سنة قبل الميلاد، قانون مدني مقسم إلى ما يقرب من إثني عشر كتاباً. فقد اعتمد على مفهوم ماعت، ومتميزاً بالتقاليد، والخطاب البلاغي، والمساواة المجتمعية، وعدم التحيز. وبحلول القرن الثاني والعشرين قبل الميلاد، قام أورمانو، وهو حاكم سومري قديم، بصياغة أول مدونة قوانين، تتكون من بيانات إفتاء ( "لو إذن"). وفي عام 1760 قبل الميلاد تقريباً، أضفى الملك حامورابي مزيداً من التطور على القانون البابلي، عن طريق تدوينه على حجر. ووضع حامورابي نسخاً متعددة من مدونة قانونه في جميع أرجاء مملكة بابل كلوحات، يراها جمهور الناس بالكامل، وعرف ذلك بشريعة حمورابي. اكتشف عالم الآثار البريطاني النسخة الأكثر سلامة من هذه اللوحات في القرن التاسع عشر، ومنذ ذلك الحين تمت ترجمتها بالكامل للغات مختلفة، بما فيها الإنجليزية، والألمانية، والفرنسية. وكانت أثينا القديمة، عاصمة اليونان، أول مجتمع يعتمد على إستيعاب واسع للمواطنين، بما في ذلك النساء وطبقة العبيد. ولم يكن بأثينا علوم قانونية، ولم يكن باليونانية القديمة كلمة تطلق على "القانون" كمفهوم مجرد، عوضاً عن ذلك كانت تفرق بين القانون الإلهي (ديميس)، والمرسوم الإنساني (نوموس) والعرف (السد). ومع ذلك احتوى القانون اليوناني القديم على ابتكارات دستورية في تطور الديمقراطية.
ومن طرائف القانون المبكيات والمضحكات فى نفس الوقت هى حادثة قانون ساكسونيا وتدور القصة حول -ساكسونيا- وهي ولاية ألمانية أزدهرت تجارياً، بفضل الطبقة الكادحة من عامة الشعب الفقراء الذين كانوا يعملون تحت إمرة طبقة النبلاء الأغنياء المالكين لكل شيئ في الولاية في القرن الخامس عشر قام مشرعون من طبقة النبلاء الأغنياء بوضع قانون خاص يحكم مجتمع ولاية ((ساكسونيا))، وكان القانون يعاقب اللصوص والمجرمين من كلا الطبقتين، عامة الشعب الفقراء والنبلاء الأغنياء دون تمييز بينهم، ولكن "مع اختلاف طريقة تنفيذ العقوبة" بحيث تكون كالآتي: بالنسبة لعامة الشعب (الفقراء )، فالقاتل تقطع رأسه بحيث تفصل عن جسده، والسارق يجلد على جسده بعدد الجلدات التي حكم عليه بها، ومن صدر بحقه حكم بالسجن يسجن.
وبالنسبة لطبقة النبلاء (الأغنياء)، إذا ارتكب أحد النبلاء جريمة قتل، يؤتى به ليقف في الشمس وتقطع رقبة ظله، وإذا سرق أحد النبلاء، يؤتى به ليقف في الشمس ويجلد ظله، وإذا حُكم على أحد النبلاء بالسجن، يسجن أمام الناس ويخرج من البوابة الخلفية وكان النبلاء يقفون في ساحة تنفيذ الحكم الوهمي، وكلهم شموخ وكبرياء وأحياناً يبتسمون أستهزاءاً، لجموع الرعاع الذين يصفقون فرحاً بتنفيذ تلك العدالة المثيرة للسخرية.وهذه هي ((عدالة ساكسونيا))، التي أستلهمت تجربتها العديد من الأنظمة الحاكمة، مع أختلاف أساليب التحايل في تطبيق العدالة.

الخلاصة: قد يكون القانون صمم من أجل حماية حقوق الناس بأجمالى طوائفهم وفئاتهم سواء كانوا أغنياء أم فقراء، وهذا واضح جلياً من تطوره عبر مرور التاريخ؛ ولكن القانون ليس وحده هو من يحافظ على حقوق الناس بمفرده، لذا لابد من وجود أرادة قوية ورداعة من أجل تنفيذه، ومن يقوم بتنفيذ القوانين عليه أن يتحلى بالأخلاق والمكارم الطيبة وبروح القانون أيضاً حتى لا تنطبق المقولة الشهيرة على القانون بأنه "لا يحمى المغفلون (الطيبون)"، بل أنه صمم من أجلهم ... وفى نهاية المقال يسعدني تعليقاتكم.

الأحد، 26 فبراير 2017

هؤلاء فى الجنة وهؤلاء فى النار!

 فى كثير من الأوقات والأحيان أري على صفحات التواصل الاجتماعي أشخاص يأتون بصور لبعض علماء الدين فى المقابل يأتون بعلماء دنيويين ويقومون بالتعليق بأسفل الصورة أن هؤلاء يدخلون الجنة وهؤلاء يدخلون النار! وهو من  وجهة نظرهم إستهزاء بالدين، وبالطبع أنا لا أختلف على هذه المقولات وكل شخص حر فيما يقول؛ ولكن لا يتعدي الحدود حيث أن حرية الفرد تنتهى عندما تبدأ حرية الأخرين، ولا أكتب هذا الكلام فى سبيل الدفاع أو الأنتقاد تجاه أى شخص حيث أن الله عز وجل يقول (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ-سورة الحج(38)).. وكثرة هذه الأحاديث خاصة بعد أن قامت ناسا بالكشف عن كواكب جديدة وتقول أنها وجدت عليها حياة أو يمكن العيش عليها بالرغم من أن هذه الكواكب تبعد عن كوكب الأرض بحوالى 40 سنة ضوئية، وأنا لا أشكك فى أكتشفاتهم ولا أقلل منها، وأيضاً لا أؤمن بها كامل الأيمان تطبيقاً لنظرية الشك فى بعض الأحوال الدنيوية؛ ولكنها أيضاً أكتشافات فى ظاهرها تحمل معها الغموض والضرب من الجنون والخيال والعبث معاً، وأن كانت صحيحة فالله عز وجل يقول: (نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ - سورة يوسف (76))، ولكن ليس معني ذلك أن نأخذ كلامهم أنه قرآن كما يفعلون أصحاب صفحات الألحاد بالرغم من أنهم يأخذون كل شئ فى القرآن والسنة على محمل السخرية، الا أنهم يأخذون كل شئ بالعلم على أنه شئ مسلم به، برغم من عدم تأكدهم بشكل صحيح وهو ما يسمى الكيل بمكيالين، وفى النهاية كل ما تمنيته من كتابة هذا المقال هو تفنيد هذه الجملة .. ونبدأ على بركة الله ..

أولاً: بالنسبة للعلوم الدنيوية وبالتطور الذى حدث حيث يقول الله عز وجل (فَأَمَّا الزبد فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ الناس فَيَمْكُثُ فِي الأرض – سورة الرعد (17))،  وهنا يوضح الله عز وجل ما ينفع الناس جميعاً ولم يحدد ديانتهم وأيضاً بغض النظر عن صاحب الفعل سواء كان من وجهة نظر بعض الأشخاص كافر أو ملحد أو لا ديني، حيث يؤكد الله أن ما ينفع الناس بغض النظر عن اتجهاتهم وأفكارهم وديانتهم يمكث فى الأرض الى ما يشاء الله.
ثانياً: بالنسبة لدخول الجنة أو لدخول النار هذا لا يحدده ما فعلته من أختراعات تفيد البشرية حيث يقول الله عز وجل: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ-سورة الرحمن(26)(27))، ويعنى هذا أن المكوث فى الأرض بالنسبة للأختراعات والأكتشافات التى تفيد البشر مرهون بوجود الأرض حيث حينما تنتهى الأرض سينتهى معها كل شئ قام الأشخاص بإختراعه أو أكتشافه ويبقى فقط عملك الذى فعلته لأخرتك وهو ما سيفيدك أمام رب العالمين.
ثالثاً: نتساءل دائماً وأبداً عن سبب وجودنا على هذه الأرض! حيث يقول الله عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ – سورة الذرايات(56))، أذاً الهدف من خلق الجن والأنس هو عبادة الله وحده وهذا لا يمنع أيضاً من البحث عن العلم والتزود به حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم  :عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ألا إن الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ذكر الله، وما والاه، وعالم أو متعلم)). رواه الترمذي (2322). وكثيراً من الأحاديث والأيات القرأنية التى تحثنا على التعلم والتفكر والتدبر فى خلق الله ولا نأخذ الأشياء كما هي بظاهرها.
رابعاً: وهذا الأهم حيث يقول الله عز وجل:(  قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا -سورة الكهف(110) ﴾.وهذا هو المطلوب فى نهاية المطاف أن تعمل صالحاً ولا تشرك بعبادة الله أحد؛ كي يتثنى لك دخول الجنة بإذن الله.. والله على ما أقول شهيد..
الخلاصة: لم أكتب هذا المقال للدفاع عن أحد كما سبق وقمت بذكره؛ ولكن هو توضيح للعقول الراقية، وكي أوضح أيضاً أن العلم لا ينفى الدين ولا الدين ينفى العلم وأنهم مجتمعين معاً؛ لكي ننفذ أرادة الله على الأرض الا وهى عبادته وحده ولا نشرك معه آلهة إخرى.

الأحد، 5 فبراير 2017

البرامج المفتوحة المصدر والمستقبل!


هل سمعت من قبل بمصطلح "مفتوح المصدر" ؟وهل تعرف ما معناه؟إن البرامج مفتوحة المصدر أصبحت منتشرة بشكل واسع وقد تتعجب إذا عملت أن العديد من البرامج التي تستعملها هي برامج مفتوحة المصدر، في هذا الموضوع سوف أجيب لك عن كل الأسئلة السابقة وسأذكر لك بعض الأمثلة على أشهر البرامج الحرة و المفتوحة المصدر.
بعد أن قامت شركات البرمجيات العملاقة مثل مايكروسوفت وأدوبي... الخ، بالكثير من المحاولات بغرض حماية برمجياتها من القرصنة وها هى قد وجدت الحل أخيراً، ويكمن الحل فى الحوسبة السحابية حيث ستقوم بعرض واجهة المستخدم الخاصة ببرامجها من خلال موقع على الإنترنت، وسيقوم المستخدمين بدفع مبلغ من المال كل شهر مقابل حق أستخدام البرنامج؛ ولكن السؤال الذى يطرح نفسه ماذا سيفعل غير القادرين على دفع أيجارات شهرية لأستخدام كل تطبيق توفره هذه الشركات؟ والأجابة تكمن فى البرمجيات الحرةFree Software  و مفتوحة المصدر Open Source Software، حيث تعرف البرمجيات مفتوحة المصدر وبكل بساطة بـــــــــ: هي البرمجيات التي يمكن الإطلاع والتعديل على  الشفرة الخاصة بالبرنامج  وهي أكثر مرونة للمستخدم من البرامج الأخرى التي لا تتيح مرونة للمستخدم ولا يستطيع التعديل عليها والتي يسميها البعض بالبرمجيات الاحتكارية، البرامج مفتوحة المصدر تكون مجانية في الغالب وقد  تكون بمقابل مادي في بعض الأحيان، وأيضاً لا تكون فقط عبارة عن برامج بل حتى أنظمة تشغيل مثل نظام تشغيل جنو/لينكس، وأوبنتو  Upuntu ومن ضمن الأمثلة للبرمجيات الحرة و مفتوحة المصدر:
Firefox;
Vlc Media Player;
Gimp;
Inkscape;
Linux.
ويطلق مصطلح البرامج مفتوحة المصدر على كل برنامج يمكنك معاينة شفرة المصدر الخاص به source code  حيث تجد شفرة المصدر مرفقة مع البرنامج الذي اشتريته أو حملته.
وأصبح عالم المبرمجين خاصة يتحدث عن مفهوم البرامج مفتوحة المصدر في بداية سنة 1980 مع تأسيس منظمة مبادرة المصدر المفتوح.
 "Open Source Initiative"
حيث هدفت هذه المنظمة في جعل البرامج المطروحة للبيع تبيع فقط نسخة من البرنامج مع إعطاء المستعمل شفرة المصدر لمراجعتها و توظيفها كذلك.
ومن أهم مميزات البرمجيات مفتوحة المصدر هى اذا كنت مبرمج يمكنك التعديل عليه؛ وغالباً ما تكون مجانية هذا يعني أنك ستستغني عن مشكلة الكراكات و السريالات؛ وتحترم خصوصيتك عكس نظيرتها المغلقة المصدر.
أذاً هناك سؤال هام ما هو الفرق بين البرامج الحرة و البرامج المجانية؟
أدى استعمال مصطلح البرامج الحرة باللغة الانجليزية إلى خلق لبس في هذا المصطلح Free Software فكلمة Free هنا تعني حر وليس مجاني، فليس كل برنامج حر هو برنامج مجاني والعكس كذلك، فالكثير من الأشخاص يعتبر أن البرامج المجانية هي برامج حرة يمكن الأطلاع على شفرتها و كذا التعديل عليها.
وتجدر الاشارة إلى أن تعريف البرامج الحرة و البرامج مفتوحة المصدر قريب جداً لدرجة أن أغلبية الناس لا تفرق بينهما، فحسب منظمة البرامج الحرة فإنها تختلف عن المفتوحة المصدر في كون الأخيرة تركز على طريقة إنشاء البرنامج و كذا تسليمه للمستعمل، كما أن البرامج الحرة  تنشر  برخصة جنو  GNU/GPL مما يجعل منها حرة للأبد.
الخلاصة: للبرامج مفتوحة المصدر العديد من الفوائد بالنسبة لمطوري البرامج ولعل أهم فائدة هي تطوير برامج جديدة بالأعتماد على البرامج مفتوحة المصدر، فإذا كنت مطور برامج وتريد تطوير برنامج جديد فبإمكانك بدلاً من عمل برنامج جديد بدءاً من الصفر أن تقوم بأخذ شفرة المصدر الخاصة بأي برنامج مفتوح المصدر وتقوم بتعديل وتطوير هذه الشفرة لكي ينتج لك في النهاية برنامج جديد، كما أن المطورين قد يستفيدون من هذه البرامج في تعلم المزيد عن لغات البرمجة المختلفة، وأذا كنت مستخدم عادي فبعد هذه الأجراءت التى أتبعتها الشركات الكبيرة فى أنتاج برمجياتها الخاصة بها، فمن الأن وصاعدا لابد أن تبحث عن حلول جديدة ومبتكرة من أجل تعويض البرامج مغلقة المصدر، ولكن هل حقا ستستطيع البرامج الحرة والمفتوحة المصدر تعويض غياب البرمجيات مغلقة المصدر؟ ... وفى الأخير يسعدنى تعليقاتكم.

الجمعة، 27 يناير 2017

الحوسبة السحابية تقتل أحلام البسطاء!

تعد الحوسبة السحابية واحدة من أخر الصيحات فى التطور التكنولوجى فى تاريخ البشرية على مر العصور، حيث عندما تطورت أجهزة الحاسبات الآليه كان كل ما يتطلع اليه المستخدم سواء كان شخص فردي أو أعتباري هو توفير مساحات بإحجام مقبولة على وسائط التخزين الخاصة بأجهزتهم الشخصية أو بالخوادم المتوافرة داخل أطار المؤسسة، وتعرف الحوسبة السحابية بكل بساطة بــــ أنها: الممارسة التي تنطوي على استخدام خوادم الشبكة التي تقع عن بعد. ويمكن أيضاً لمستخدمين الحوسبة السحابية الوصول إلى خدمة المناطق النائية عن طريق شبكة الإنترنت لإدارة وتخزين ومعالجة البيانات ذات الصلة والخاصة بهم، وليس على الحاسب الآلى الشخصي من خلال الخادم المحلي.
و تلقت الحوسبة السحابية الكثير من شعبيتها في السنوات القليلة الماضية، ومراقبي السوق يعتقدون أن الحوسبة السحابية سوف تكون هى مستقبل الأعمال.
و العديد من الشركات تستخدم الحوسبة السحابية التي سوف تتحول عادة إلى أن تكون أرخص وأسرع وأسهل طريقة للمحافظة علي بياناتهم وأسترجاعها بسهولة تامة. والآن، هذا لا ينطوي فقط على الشركات ولكن ينطبق أيضاً على مستخدمي الإنترنت العاديين، فهم يستخدمون خدمات الحوسبة السحابية مثل محرر مستندات Google، و Dropbox وأكثر من ذلك بكثير من أجل الوصول إلى الملفات الخاصة بهم أينما كانوا وكلما أرادوا.
وأدى التسارع المستمر الى تطوير الحوسبة السحابية مع استخدام واسع من خدمات الإنترنت، وكذلك تطوير الأجهزة المحمولة مثل الهواتف الذكية واللوائح Tablets. وكثير من الناس يحملون أجهزتهم المحمولة عندما لا يكونون على مكاتبهم ويمكنهم بسهولة الوصول إلى الوثائق الخاصة بهم، والتعرف على وسائل الاعلام والصور الخاصة بهم أيضاً، من خلال سحابة التخزين الخاصة بهم عبر الإنترنت.
ولكن الحوسبة السحابية تقتل أحلام البسطاء فى تعلم المزيد من علوم الحاسب الخاصة بإستخدام برمجيات الشركات الكبرى مثال: شركة أدوبي وشركة ومايكروسوفت والشركة الموفرة لتطبيقات مثل أوتو ديسك .... وغيرها. حيث أن لو أتبعت الشركات فكرة تأجير برمجياتها من خلال الحوسبة فى هذه الحالة سوف تندثر فكرة الهندسة العكسية، حيث كانت الشركات فيما سبق تقوم بتوفير الملفات الخاصة بالتطبيق لمدة معينة من الزمن قد تتراوح من 15-30 يوم وتسمى بالفترة التجريبية، وبعد ذلك يقوم المستخدم بشراء سريال من أجل اكمال استخدام التطبيق، وهنا كان يأتي دور الهندسة العكسية لتقوم بتوفير اصدار مفتوح المصدر لمستخدمى التطبيق من الفقراء، وكانت الهندسة العكسية سبب كبير لتوفير البرمجيات مدفوعة الأجر لكثير من بسطاء العالم، على الرغم أنى اؤمن أن فكرة الهندسة العكسية هى خرق لحقوق الملكية؛ ولكن قد كانت احدي الأسباب الرئيسية فى تعلم الفقراء الكثير من علوم الحاسب، مما سيؤدى فى نهاية المطاف الى رفع المستوي العلمى لهؤلاء الفقراء، وذلك سيفتح لهم أبواب جديدة من مصادر الرزق بدون دفع المزيد من الأموال الطائلة، والتى ستدفع مقابل حقوق تأجير برمجيات الشركات وهذا الشئ قد يستحيل على أبناء الطبقة الفقيرة أن تقوم بدفع أيجار شهرى عن كل تطبيق يتم استخدامه! والسؤال المطروح الأن هل حقاً ستؤدي البرامج المفتوحة المصدر الدور المطلوب منها فى مقابلة وتعويض النقص فى البرامج مدفوعة الأجر؟ اعتقد أن هذا السؤال هو ضرباً من الجنون! بالرغم من تحقق جزء من الأجابة على هذا السؤال حيث بالفعل قامت العديد من المشاريع الخاصة والمفتوحة المصدر بإنشاء تطبيقات وبرمجيات تسعي لتلبية بعض الحاجات التى يحتاج اليها المستخدمون فى مقابلة البرامج مدفوعة الأجر.

الخلاصة: مع أقتراب المقال من نهايته أري أن المستقبل لن يكون الا لمن يمتلك المادة الا ما رحم ربي، وسنرجع بالتالى الى العصور المظلمة حيث كانت تنحصر العلوم فى أيدى قلة قليلة من أبناء المجتمعات، وغالباً ما كانت تنحصر فى أبناء الطبقات الغنية مما سيعنى بنهاية المطاف عودة الأرستقراطية من جديد فى زى القرن ال21 ولكن أتمنى أن تقدم البرامج المفتوحة البديل! ولكن هل ستستطيع الرأسمالية الجشعة فى السيطرة على كامل المجتمعات أم سيظل الحلم بعيد المنال؟ ! ... وهل ستلعب الرأسمالية الضميرية دوراً بارزاً فى الأيام المقبلة؟. وفى النهاية يسعدني تعليقاتكم.

الأربعاء، 18 يناير 2017

فكرة الثالوث الشهير (الأب والأبن والروح القدس)!

منذ ولدت وبدأت أتيقن لما يقال حولي، وكنت دائماً أرى الكثير من زملائي فى المدرسة يتحدثون عن هذا الثالوث الشهير وقد كنت دائماً ما أستمع اليهم؛ ولكن لم أستطع أن أفهم شيئاً، وذلك بحكم أن معظم فترة دراستي فى المدرسة الأبتدائية، وجزء من دراستي فى المدرسة الأعدادية كان دائماً وأبداً ما اتواجد داخل فصول المسيحيين، وذلك بحكم التوزيع الذى يتم بناءاً على ترتيب الأسامي؛ ولكن المهم فى هذا الموضوع لم أسمع أى رد مقنع بخصوص هذا الثالوث الشهير! وكيف أتي وظهر للحياة؟ وكما تعودنا من الحياة أن كثرة البحث عن الحقيقة هى ما توصلنا اليها فى النهاية، وقد تكون الحقيقة كلية أو جزئية ولا نستطيع أن ندعى بأنها الحقيقة الكاملة والأن فى البداية سوف نترك العنان للقارئ ونعطي له نبذة مختصرة عن هذا الثالوث اذا لم يكن عنده علم به حيث ظهر رجلٌ مصري يدعى(أثناسيوس) هذا الرجل قام بتغيير الدين الذي جاء به المسيح عليه السلام ، فأدخل فيه كثيراً من العقائد الوثنية ، وسبب ذلك أن أثناسيوس لم يكن مسيحياً في بادئ الأمر، بل كان وثنياً على دين الفراعنة القدماء(أيزيس وأوزريس)، فقام بمزج المسيحية بالديانات الوثنية التي كان يعتقد بها قبل تنصره ، فأدخل لأول مرة مبدأ (الثالوث المقدس ) The trinity على الدين المسيحي التوحيدي ، وينص هذا المبدأ على أن اللّه ذو طبيعة ثلاثية الأبعاد، كل بعد فيه يساويه ، وكل بعد فيه لا يساويه الآخر! وربما كان هذا هو السبب الذي دفع الكنائس موخرًا لمحاولة شرح هذا المبدأ الصعب وذلك بتوزيع رسومات هندسية.
والحقيقة أن أثناسيوس لم يأتِ بهذا المبدأ من فراغ ، فلقد كانت فكرة الثالوث المقدس مغروسة في كيانه قبل أن يعتنق النصرانية ، فلقد كان أثناسيوس يؤمن بالثالوث المقدس للفراعنة قبل أن يعتنق المسيحية (أوزريس الأب ، حورس الإبن ، إزيس الأم ) ، بل إن فكرة الثالوث تلك كانت سائدة في أغلب الديانات الوثنية ، فقد كان للهنود ثالوثهم البرهمي المقدس (برهما: الإله ، فشنو:المُّخلص، سيفا: الروح العظيم )، وعند الفرس الثالوث الزردشتي المقدس : (الروح الصالحة ، الكلمة الصالحة ، العمل الصالح )، لذلك أراد أثناسيوس نشر ذلك المبدأ الجديد في المسيحية.
وبعد البحث والتحرى كانت المفاجأة حيث وجدت أن هذا الطقس هو طقساً أغريقياً بالأساس وينتمى بالأخص الى أسطورة أيزيس وأوزريس القديمة حيث كانوا يعتقدون أن أيزيس وأوزريس تتكون من كفتين ميزان وبينهم شئ يقوم بعمل هذا التوازن فيجتمع الثلاثة فى شئ واحد على أنه هو الله.
ثم بعد ذلك أنتقلت هذه الفكرة الى شبة الجزيرة العربية (أرض الحجاز) ، اذن، فالللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى (بنات الله) التي يبدو آنها تتمثل بنجوم حزام الجوزاء. ونريد آن نضيف هنا آن الله عند الجاهلية هو حاصل جمع ثلاثة، آي حاصل جمع بناته في الحقيقة. وبما آن بنات الله، آي الغرانيق العلى، تتكون من ذكرين (الللات ومناة) وأنثى واحدة (العزى)، فأن الله الذي هو طاقة الكون، خليط من مبدأين أثنين؟ مذكر ومؤنث، وبنسبة أثنين الى واحد. غير أن المبدأ الأنثوي يحصل في مقابل خسارته على حصته من ناحية أخرى: اذ يأخذ دور الميزان في الطاقة الكونية. فهو الذي يعادل بين مظهري الاله الصيفي والشتوي. من أجل هذا يدعى الرقم ثلاثة عند الفيثاغورثين (عدالة). ايزيس والعزى هما رقم 3، أما الأرقام واحد وأثنان فهما الاله في قمته وقراره. والثالوت كله ميزان بكفتين: للاله الذكر الكفتان، وللأنثى نقطة التوازن ، فحين تميل مع هذا ينتصر هذا، وحين تنزلق نحو ذاك، يكون النصر لذاك.
طبعاً علينا أن نشير الى أن هذا الثالوث يختلف عن العائلة المقدسة: (الآب والابن والروح القدس). فلدينا في العائلة المقدسة الابن والروح القدس، آي الالهة الام وأبنها، ثم الاب، مع اضمار مظهريه. فالاب هو الللات ومناة، مندمجان معاً. أما الثالوث الذي نحن بصدده، فهو ذكران في طرفيه، وهما مظهرا الاله الصيفي والشتوي، ثم الالهة الأنثى. ولا يذكر في هذا الثالوث الابن. حيث أن الابن مضمر مع الام. أنه في حضنها لكنه لا يظهر في الصورة. نحن نرغب أن نسمي ثالوث (الآب والابن والروح القدسى) بأسم العائلة المقدسة. آما ثالوث (الللات والعزى ومناة) فنرغب آن نسميه: ثالوث الغرانيق.
صحيح آن الثالوثين هما شيء واحد في النهاية، لكن التفريق بينهما ضروري. وعدم التفريق بينهما قد يؤدي الى التشويش في خصوص ثواليث متل اللات والعزى ومناة، آو غيرها.
في كل حال، فأن المصادر العربية فسرت الآية 77 من سورة الما ئدة: (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة)، التي تعني في رأينا أن الله حاصل جمع ثلاثة، على أنها تعني واحدا من ثلاثة. يقول ابن كثير في البداية والنهاية:
(وكان قد قدم وفد من نجران منهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلوا يذكرون ما هم عليه من الباطل من التثليث في الأقانيم ويدعون بزعمهم أن الله ثالث ثلاثة وهم: الذات المقدسة وعيسى ومريم، على اختلاف فرقهم) فالله عند نصارى نجران هو، بحسب ابن كثير، الذات المقدسة، آو الآب، اي الآول في ثالوث العائلة المقدسة. غير آن المسيحية ترى الإله في الواقع، حاصل جمع للثلاثة، لا واحدا من ثلاثة. وهو ما يوضحه تعبير (الثلاثة في واحد). كما أن مكة في الجاهلية كانت ترى أن الله حاصل جمع ثلاثة، أو ثلاثة في واحد.
لقد فسرت (ثالث ثلاثة) على أنها تعني واحدا من ثلاثة أنطلاقاً من الآيات عن هجرة الرسول من مكة مع أبي بكر: (إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني أثنين إذ هما فى الغار).
لقد قيست (ثالث ثلاثة) على (ثاني اثنين). فثاني اثنين تعني مكملا لاثنين، أى واحدا من اثنين. نحن نعتقد أن (ثالث ثلاثة) فى الآية لا تعني هذا. فالمسيحية العربية القديمة، إضافة إلى الديانة المكية، كانت ترى أن الله تركيب من ثلاثة، وليس واحداً من ثلاثة. فالمبدأ المذكر له اثنان من ثلاثة، والمبدأ المؤنث له واحد من ثلاثة. والله هو تركيب من المؤنث والمذكر معاً.
ولدينا خبر غريب جداً من الكلبي في (الاصنام) ربما يبرهن على أن إله الجاهلية كان حاصل جمع ثلاثة، وليس ثالث ثلاثة: (كان الرجل إذا سافر فنزل منزلاً، أخذ أربعة أحجار فنظر إلى أحسنها، فاتخذه رباً وجعل ثلاث أثافي(أحجار) لقدره واذا ارتحل تركه ، فأذا نزل منزلاً آخر فعل ذلك ... وكان الذين يفعلون ذلك في أسفارهم إنما هو للاقتداء منهم بما يفعلون عندها (عند الكعبة وأصنامها) ولصبابة بها).
الغريب في آمر هذا الخبر هو الربط بين أحجار القدر الثلاثة وبين الله. إذ يجمع الجاهلي أربعة أحجار يختار أحسنها كحجر لالهه، ثم يجعل الباقي أحجاراً للقدر!
واذا أخذنا هذا الكلام على ظاهر معناه، فإنه يعني أن المؤمن العربي الجاهلي يختار إلهه كما يختار أحجار قدره. أي أنه كان غير قادر على التفريق الجدي بين إلهه وأحجار الأثافي. وهذا أمر يصعب تصديقه، الأمر الذي يجعل المرء يعتقد آن عملية اختيار الأحجار الاربعة تمثل طقساً دينياً. أي أن ثمة علاقة دينية ما بين أحجار القدر وبين حجر الله. فحين يقوم الجاهلي باختيار أحجار قدره مع أحجار الله فهو لا يخلط الطين بالعجين، بل يقوم بممارسة دينية، سواء تعلق الأمر بحجر الله، أو أحجار موقده.

الخلاصة: أن هذا الثالوث يرجع تاريخه الى العبادات الأغريقية القديمة (أيزيس وأوزريس) ولا يمت لله من قريب أو بعيد والله على ما أقول شهيد وأتمنى أن أكون وفقت ووضحت الكثير من الغموض الذى كان يطرأ على هذا الثالوث الشهير عند مناقشته وفى الأخير يسعدنى تعليقاتكم.....
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...