عندما
سيمسع غير المتخصصين كلمة محاسبة، فسوف يأتى فى أفكارهم بأنها هى عمليات جمع وطرح؛
ولكن الحقيقة غير ذلك حيث أن المحاسبة هي عبارة عن طرق فنية تستخدم لتحديد ومعرفة ماهية
نشاط مؤسسة ما ، وقياس التأثيرات على الهيكل المالي للمؤسسة ، كما أنها تحدد سير عمل
الشركة المالي وتوضح وتنظم أنشطة المؤسسة المختلفة سواء مع نفسها أم مع غيرها ، كما
أن هناك علم خاص بالمحاسبة وهو العلم الذي يقوم ويهدف على ضبط العمليات المختلفة والتي
تعمل عليها المؤسسة والتي تكون على مبادئ دقيقة ومحددة كما تبين ما على المؤسسة من
واجبات وحقوق أي التزامات وحقوق، وتعرف المحاسبة على أنها تسجيل وتبويب المدخلات والعمليات
التي تمثل الأحداث الإقتصادية وفق نظام معين، وهى المعلومات المالية المستخدمة بشكل
أساسي من المدراء والمستثمرين والجهات الضريبية ومتخذي القرارات الآخرين، بهدف توزيع
الموارد ضمن المؤسسات والشركات أو المنظمات أو الحكومة. وذكر إخرون بأن علم المحاسبة
يتكون من العديد من المبادئ العلمية الدقيقة والمعروفة والتي تحدد عمليات التسجيل وتدوين
العمليات المتعلقة بالأموال والخاصة بالمؤسسة التي تتم عليها الدراسة المالية،
بهدف أيصالها الى متخذى القرار، ومن خلال ماسبق تبادر الى أذهاننا هذا السؤال.
ما هى أهمية علم المحاسبة؟.
في
ظل هذا التطور المتزايد والمستمر في دنيا المال والأعمال وفي عدد الشركات والتوجه القوي
للأستثمارات في الأسهم والسندات وغيرها، تتضح لنا أهمية المحاسبة، فهذه المهنة تعد
المرآة للأداء المالي والإقتصادي، وعصب الحياة للمنشآت الأقتصادية والخدمية، ويعتبر
المحاسب هو أداة الوصل بين صاحب الشركة وإدارة الشركة فلا يخفى عليكم أن الهدف الأساسي
لأغلب المنشآت هو الربح المالي، ونظراً لتعدد سبل وطرق الحصول على هذا الربح كان لابد
من وجود معايير محاسبية محدده توضح كيفية حساب الربح أو الخسارة.
ويمكن
القول بأن المحاسب يمارس دور الحارس لأموال الشركات والمتابع لحركة هذه الأموال بدقه
شديدة، فـمن أساسيات التحليل في الأسهم هو القوائم المالية ويتم حساب ربح السهم وعدد
الأسهم عن طريق القوائم المالية؛ ولذلك لايمكن أن تنجح الأستثمارات في الأسهم وغيرها
بدون علم المحاسبة، فالمحاسبة كانت ولازالت هي الأساس في مجال الأستثمارات، ويصعب وجود
الأستثمارات دون علم المحاسبة وذلك للأرتباط الوثيق بينهما، أما عن أثر المحاسبة في
قياس ربحية وخسارة المنشأة فهو أثر مهم ولا يمكن إغفاله أبداً نظراً للتعقيدات المصاحبة
لبعض الشركات وكثرة أنشطة الشركات، كان لابد من وجود نظام محاسبي محدد يوضح كيفية حساب
الربح أو الخسارة.
فالشركات
التجارية لها نظام محدد في قياس الربح أو الخسارة، والشركات الصناعية لها نظام في قياس
الربح والخسارة، والشركات الخدمية لها أيضا نظام خاص فيها في حساب الربح والخسارة،
وللمحاسبة أيضا أساس مهم في تسعير السلع والخدمات المقدمة للعملاء، وهذه من مهام محاسبة
التكاليف التي تحسب تكلفة السلع والخدمات بدقة متناهية، فهي تحسب المواد المباشرة المصروفة
على السلعة والأجور المباشرة المرتبطة بالسلعة أو الخدمة والتكاليف الصناعية الغير
مباشرة، التي لا يمكن لأي علم آخر أن يحسبها بدقة غير علم المحاسبة، ومن العناصر الثلاثة
السابقة يتم حساب تكلفة السلعة بدقة ومن ثم يتم تسعير السلعة أو الخدمة بالمبلغ المناسب
لها.
ولم
تهمل المحاسبة حساب الضريبة التي هي أساس الإيرادات الحكومية لأغلب الدول في العالم،
فهناك أنظمة محدده لحساب الضريبة، ومع تطور التدخل الحكومي في الأقتصاد وفي تقديم الخدمات
للمجتمع المجانية وغير المجانية، أصبح من الضروري وضع نظام محاسبي خاص للمنشآت الحكومية
والمنشآت الغير هادفة للربح، وهذا النظام يساعد ويساهم بشكل قوي وفعال على رقابة أموال
الدولة، ويحميها من السرقة
وذلك
بسبب ماسبق ذكره تعتبر المحاسبة من أكثر المهن المراقبة لتحركات الأموال لذلك للمحاسبة
فضل كبير في حماية أموال الدولة من السرقة والأختلاس، كما أن للمحاسبة أثر كبير على
القرارات الإدارية للشركات، فأغلب القرارات المالية إن لم يكن كلها تعتمد بالدرجة الأولى
على المعلومات المحاسبية، ولا يتم أعتماد أي قرار إلا بعد تحليل متعمق في المعلومات
المحاسبية ولا أريد أن أتحدث هنا عن أثر القرارات المالية في الأقتصاد الذي هو أساس
رفاهية المجتمع؛ ومن خلال ما سبق أتضح لكم هنا أن هناك ارتباط بين رفاهية المجتمع والمحاسبة.
ويعتبر علم المحاسبة له العديد من الأهمية والتى
سوف نوجزها فيما يلى:
1-
المحاسبة وسيلة لتوفير المعلومات المالية للإدارة وللغير حتى يتمكنوا من أتخاذ قراراتهم
الإقتصادية.
2-
المحاسبة تعد وسيلة إثبات إداري وقانوني لكل مجريات الأحداث على أمتداد السنة المالية
الواحدة.
3-
المحاسبة تلبي ضرورات النظام الإقتصادي والمالي و القانوني .
الخلاصة
أن
مهنة المحاسبة كغيرها من المهن كالطب والهندسة لها دورها ومكانتها وأهميتها فى
المجتمعات المتطورة، فقد أفردت لها دراسات متخصصة في الجامعات لتدريس أصولها
وقواعدها وأسست لها جمعيات مهنية محلية ودولية، وهذه الجمعيات المهنية تعقد
الأمتحانات التأهيلية لعضويتها، و تحرص على تطوير مستوى الكفاءة والممارسة والسلوك
المهني بين أعضائها وتعمل على حماية وحفظ أستقلاليتهم، وممارسة الرقابة المهنية
عليهم، والقيام بكل ما من شأنه تقدم وحماية سمعة المهنة سواء فيما يتعلق بالممارسة
المهنية أو الخدمة في مجال الصناعة أو التجارة أو الخدمة العامة.
وأن
مهنة المحاسبة وإن كانت تشبه غيرها من المهن الأخرى من حيث أهمية الدور الذي تقوم
به في المجتمع، إلا أنها تختلف عنها من حيث أصولها وقواعدها، فالمحاسبة علم
إصطلاحي، غرضه قياس الوضع المالي ونتائج العمليات لنشاط إقتصادي ولعل أوجز تعبير
عن طبيعة المحاسبة هو ما يرد في تقرير مراجع الحسابات عبارة “فيما إذا كانت
البيانات المالية تظهر بصورة عادلة وضع المؤسسة المالي ونتائج أعمالها وفقاً
“للأصول المحاسبية المتعارف عليها” والصورة العادلة في عرف المحاسبين والمراجعين،
لا يمكن الحكم عليها بشكل مطلق بل في إطار “الأصول المحاسبية المتعارف عليها”. لذلك
أذا لم تتوافر علوم المحاسبة كانت أغلب إقتصاديات العالم فى خبر كان!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق